المغذية للنباتات يحصل التحام التطعيم ، فهذه المادة السائلة تخدم واسطة للانضمام بين النبات الأصلي والزر أو الفرع المطعم عليه كما أن اللينفا القابلة للتعضون في الحيوانات ترتشح بين شفتي جرح جديد فتضمها وتقربهما من بعضها ، فتى بحث في جرح تطعيم بعد العملية بنحو خمسة عشر يوما يرى بين الجزأين أي المنضمين طبقة رقيقة من منسوج خلوي تنعضون شيئا فشيئا ، وتستحيل إلى أنابيب ليفية وأوعية تخدم لإحداث الاتصال بين النبات الأصلي والزر أو الفرع المطعم عليه وهذه الطريقة المستعملة للتكاثر تتخذ منها جملة منافع في فن الزراعة :
(الأولى) : أنها تخدم لحفظه ولتكاثر الأصناف المرغوبة لجمال منظر أزهارها أو لجودة ثمارها ، وهي التي لا يمكن أن تتجدد بواسطة البذور.
(الثانية) : أنها تخدم للحصول على ثمار بسرعة من الأشجار.
(الثالثة) : أنها تخدم للحصول على عدة ثمار من أشجار لطيفة بسرعة تتكاثر بعسر بأي طريقة كانت.
(الرابعة) : أنها تنفع لانتشار أصناف الأشجار ذات الفواكه المرغوبة ، وهذه أقسام التطعيم وهي خمسة أقسام :
(القسم الأول التطعيم بالتقارب):
اعلم أنه يشاهد أحيانا في بعض الغابات أو في مطلق الغابات أو في مطلق الأشجار المتراكمة على بعضها في بستان أن بعض الأشجار تلتحم فروعها ببعضها إذا كانت من نوع واحد التحاما ذاتيا ، وما يحصل من نفسه في الطبيعة يفعل بالصناعة في فن الزراعة ، ويسمى التطعيم بالتقارب ، وكيفيته أن ينزع من الفرعين هدبان مكونان من القشرة والخشب طولهما واحد وعرضهما واحد أيضا ، ثم يقرب هذان الجرحان المتساويان من بعضهما ، ويثبتان بواسطة عصاته تغطى بطلاء مخصوص.
(الثاني التطعيم بالفروع):
التطعيم بالفروع : هو أن يقطع ساق النبات الذي يراد فعل التطعيم عليها قطعا أفقيا ، ويفعل فيه شق عمودي ، ثم يدخل في هذا الشق الفرع الذي يراد تطعيمه ، وإنما يشترط أن يكون مزينا بأزرار بعد قطع طرفه السفلى بانحراف ، ثم تجعل ملامسة تامة بين الفرع والساق ، ويشد عليهما برباط ، ثم يغطي محل الملامسة بواسطة طلاء.