(المبحث الثاني في التلقيح عند ابتسام الزهر):
الأزهار الخنثى : هي التي تجتمع فيها جميع الشروط المناسبة للتلقيح ، والواقع أن العضوين التناسليين يوجدان مجتمعين في زهرة واحدة ، وهذه الوظيفة تبتدئ في البرهة التي تنفتح فيها مساكن الحشفة كي يخرج منها الطلع ، وهناك نباتات يحصل فيها انفتاح الحشفات والتلقيح قبل الابتسام التام للزهر ، لكن لا تحصل هذه الظاهرة في أغلب النباتات إلا بعد أن تنفتح الغلافات الزهرية وتبتسم الأزهار ، وفي بعض أزهار خنثى يتراءى أن طول أعضاء التذكير أو قصرها بالنسبة لعضو التأنيث مانع للتلقيح ، لكن قد شوهد أن أعضاء التذكير إذا كانت أطول من عضو التأنيث تكون الأزهار قائمة ، وتكون منكسة إذا كانت أعضاء التذكير أقصر من أعضاء التأنيث كما في الداتورا ، ومن المعلوم أن مثل هذا الوضع يكون مناسبا جدا لحصول التلقيح ، وإذا كانت أعضاء التذكير طولها كطول عضو التأنيث تكون الأزهار على حد سواء قائمة كانت أو مدلاة.
(المبحث الثالث في الظواهر السابقة للتلقيح):
يحصل التلقيح في النباتات في زمن التزهر غالبا أي متى وصلت الأجزاء التي تركب منها الزهر إلى نموها التام فتبتسم الغلافات الزهرية ، وتظهر الأعضاء التناسلية ، فيرى أن الحشفات التي كانت مغلقة إلى الوقت المذكور تنفتح مساكنها ، فينفصل منها الطلع لكي يسقط الفوهة المهبلية أو على الأجزاء الأخر للزهر أيضا ، وهذه الحالة هي الأغلبية ، وحينئذ يبتدئ حصول التلقيح ، ومع ذلك فهناك بعض نباتات يحصل فيها التلقيح قبل الابتسام التام للزهر أي متى كان الغلاف الزهري لم يزل يغطي الأعضاء التناسلية ، ومن هذا القبيل جملة نباتات من الفصيلة المركبة ونحوها ، فمتى ابتسم الزهر في هذه النباتات تكون الحشفات منفتحة ، وجزء منها فارغا ، والتلقيح تام وفي الوقت الذي يحصل فيه التلقيح كثيرا ما تشاهد في الأعضاء التناسلية تغيرات محسوسة تسبق هذه الوظيفة ، أو أن هذه الأعضاء تفعل حركات مختلفة الوضوح ، ولنذكرها في بعض النباتات التي تكون فيها أوضح فنقول : أعضاء التذكير الثمانية أو العشرة التي توجد في أزهار السذاب تنعطف نحو الفوهة بعد أن كانت موضوعة وضعا أفقيا أو لا وتضع عليها جزء من طلعها ، ثم تنعطف بعد ذلك إلى الخارج واحد بعد الآخر ، وأعضاء التذكير الكائنة في زهر النبات المسمى أسبارمانيا ، كذا أعضاء تذكير الأمير باريس متى هيجت بسن إبرة تنضم إلى بعضها وتتقارب وتميل نحو عضو التأنيث ، وتحصل هذه الحركة أيضا بتأثير أسباب مختلفة ؛ لأنه يرى في أغلب الأحيان أن أعضاء التذكير منعطفة بجانب عضو