أخضر داكن ، ولون ما هو في الداخل أبيض مائل للصفرة ، والقشرة رقيقة مصقولة ، وإذا عتق الثمر تخشخش الحب داخله عند التحريك ، وقالوا : إنه لحرارته ويبوسته يوافق المعدة الباردة ، ويعين على الهضم ، وإذا طلي به على الأعضاء الرخوة شدها وقواها أي مع ماء الورد أو مع ضماد ، وإذا سقي من قشر الثمر مثقال بماء الحاج أي العقول نفع من لسع الرتيلا والعقرب بجميع أصنافه ، وكذا إذا حك وطلي به موضع اللسعة أو اللدغة ، وينفع أيضا من حمى الربع واستطلاق البطن من الرطوبة والهيضة ، ويسعط منه بقدر فلفلة فيبرئ الشقيقة والصداع والسدر والدوار والصرع وريح الخشب ، وهي التي تذهب بالشم ، والقشر الملتصق بحبه الذي في جوفه يبخر به لريح الصبيان والجنون ويطلى به على الخنازير بخل فيبرئها ، ويسقى منه قدر حمصة أياما فينتفع للريح في الظهر والخاصرة ، ويحل القولنج ويخلط عصيره أو جرمه أو ماء طبيخه بالإثمد ، ويكتحل به فيزيل الحول وعصارته أقوى وهو جيد للفالج شربا وسعوطا.
وقيل : إنه جيد في تقوية الإنعاظ ، فإن أدمنه ضعيف الذكر أياما أبرأه ، ومن الغريب ما نقله ابن البيطار عن اندراس جماع العقاقير أن من هذه الثمرة صنفا فارغا أي لا لب له ولا نوى فيه خفيفا ، وعلى قشره شكل خطوط سود في شكل صليب ، فإذا قطعها إنسان من شجرتها عرض له صرع من ساعته فلا يفيق ما دامت في يده فإذا سقطت من يده ، أو نزعت منه أفاق وإلا خشي عليه الموت ؛ ولذا يحذر أهل تلك البلاد من أخذ شيء من هذا الثمر. انتهي.
(الثاني النارجيل):
هو : جنس من النخيل يقال له قوقوس أي نارجيل ، ويسمى النوع المقصود لنا بالترجمة بهذا الاسم أي نارجيل وبالجوز الهندي ، وجوز الهند هو نبات من سكن بين المدارين ، وهو من أشجار الكون لنفع جميع أجزائه في احتياجاته للناس إذ بدونه لا تسكن جزائر الأوقيانوس الكبير الهادي ، ولا توجد مساكن في المتسع الكبير الاستوائي ، ولو لم يكن لماتوا جوعا وعريا ؛ فلذلك يسمى هذا النبات بملك النبات ؛ إذ منه يخرج نبيذ وكؤل وخل وزيت وسكر ولوز ولبن وقشطة وحبال وأوان وثياب وزنابيل وخشب ، وهو شجر كالنخل من غير فرق إلا أن وجه الجريد فيه إلى أسفل.
ويقال إنه إذا قطع لم يمت ، ويزرع ثمر لا قضبا وزمن غرسه نزول الشمس في الجوزاء ، ويثمر بعد سبع سنين ، وتبقى شجرته نحو مائة سنة ، ويدرك ثمره إذا نزلت الشمس الميزان ، وجذور هذا النبات قليلة التعمق في الأرض متقاربة الفروع الكثيرة ، وطعمها أولا حريف ، ثم