ساجو ، فتسمية الدقيق بذلك مأخوذة من اسم الجنس ، وعدد أنواعه قليلة ، فمن تلك الأنواع ما يسمى ساجوس جينونيا ، وهو ينبت في ملوك وخصوصا في الجزائر الشرقية وأمبوان وغير ذلك ، ويألف الأماكن الآجامية ، ويحصل من دقيقه متجر عظيم في هذه المدينة ، وله ثمر في حجم التفاح الصغير أو بيضة الدجاجة مغطى بغلوس متراكمة مقلوبة.
وجذع هذا النخل يحمل قرب ذنيبات الأوراق ليفا أسود أي شعرا تسميه الأهالي لجوموتو يعمل منه منسوجات ، وحبال وزنابيل وغير ذلك لما يفعل ذلك كما يوجد في النبات المسمى (ارنجاسكار فيرا) ، ولكن الشجر أقل ارتفاعا من هذا ، ويختلف أيضا عنه في الثمر ، فإن هذا الأخير له ثمر عار على شكل مخروطي مقلوب ، ويحصل منه نبيذ وسكر وغير ذلك ، ولا يحصل منه ساجو ، وذكروا أنه يوجد لهذا النخل أربعة أصناف ، ولا يستخرج الساجو إلا من الأصناف التي لا يوجد فيها سل ولا شوك ، وتكون مستنبتة ، وتقطع في سن ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة يستخرج منه ذلك ، ومن الأنواع ساجوس رمغ نسبة لرمغيوس بضم الراء ، ويحصل منه الساجو وسمي سمغيوس بما معناه النخل النبذي الثانوي أو الساجوس الصمغي نخلا ينبت في ملوك وكوشنشين ، ومن الأنواع ساجوس وينفيرا أو بلما اسبيسنوس.
ويعرف جيدا ثمر هذا النخل وهو بيضاوي مستطيل مشابه لثمر ساجوس جينونيا ، ولكنه أطول ، والسودان تستعمل جذره وأوراقه التي ذنيباتها ليس لها ليف ولا شعر في قاعدتها ، ويبنون منها أخصاصهم وبيوتهم ، ويستخرجون منها قبل كسرها نبيذا وعصارة سنجابية اللون يسمونها بردون ، وليست عذبة كالتي تؤخذ من جنس بلما ولكنها أكثر روحية ؛ ولذلك تفضلها الأهالي وتعمل من ثمارها الخالية عن القشر والمتخمرة في الماء نوع بيكيت أي نبيذ ثانوي يحفظ أحسن من النبيذ ويشربونه بكثرة ، ولا يتجهز من هذا الشجر ساجو.
فالتحقيق أن هذا الدقيق أعني الساجو يستخرج من جملة نباتات نخلية ، ويقرب للعقل أن أكثر نبات هذه الفصيلة يحتوي على هذا الدقيق متشبثا بالشبكة الخشبية لجذعها ومنها ما لا يعطى ذلك كشجر الكاد الهندي ، وأعظم أنواع يستخرج منه هذا بمقدار كبير ساجوس جينونيا الذي ذكرناه ولا سيما ساجوفرنفيرا ، أي الدقيقي ومن ساجوس رمغي ونحو ذلك.
(الطريقة المستعملة لإخراج الدقيق):
تختلف باختلاف البلاد فقد ذكروا أن في ملوك يقطع النخيل الذي تخرج منه الساجو حينما تشاهد أوراقه مغطاة بدقيق أي غبار أبيض حيث يدل ذلك على نضج الدقيق في الجذع ،