وأقراص وقراقيش ، ويوضع في الكؤلات فيمدح كثيرا للسمن ، ومقداره في الشوربة أربعة وعشرون درهما ، ومطبوخ الساجو يستعمل مغليا كملطف وإذا خمر حصل منه بالتقطير الكؤل كبقية الأدقة ، ويصح أن يتحول إلى الحموضة فيحصل منه خل ، وكما تعمل شوربته بالماء تعمل أيضا باللبن أو الأمراق ، ويمزج بالعطريات والفلفليات ونحو ذلك ، ويدخل منه مقدار عظيم في أغذية سكان جزائر ملوك ، ويقوم مقام الأرز المستعمل في بلاد الهند.
(النخيل المسمى أقوار):
هو مرتفع يستنبت أيضا في الخبية من إفريقيا وفي الجويات من أمريكا بقرب خط الاستواء ، ويسمى عندهم أقوار ، وأوراقه ريشية ذات ذنيبات شوكية تبقى خالدة على الساق ، والأزهار الذكور والإناث منفصلة عن بعضها على عراجين مختلفة ، وهي مزينة بلفافة قرطاسية مزدوجة ، وكل من الكأس والتويج ذو ثلاثة أقسام ، وأعضاء التذكير ستة والمبايض ثلاثة ، والثمر لوزي في حجم الجوزة لونه أصفر ذهبي مكون من غلاف ثمري متوسط ليفي زيتي ومن غلاف عظمي صلب جدا يحتوي على لوزة صلبة ، وحينئذ يحتوي هذا الثمر على زيتين مختلفين يستخرجان على وجه الانفراد أحدهما : من الغلاف الثمري ويستعمل كاستعمال الزيت وهو أصفر اللون ذو رائحة عطرية سائل دائما يوجد في البلاد التي يوجد نباته فيها ، وهذا هو السبب في تسميته بزيت النخل ، والثاني يستخرج من اللوزة وهو أبيض اللون جامد يستعمل كاستعمال الزبدة ، لكنه أقل مقدارا من الأول ولذا كان قليل الوجود في المتجر.
(دم الأخوين):
هو راتنج أحمر لا يذوب في الماء ويذوب في الكؤل ، والمعروف منه جملة أنواع متحصلة من أشجار مختلفة ، ومع ذلك فدم الأخوين الأكثر استعمالا يستخرج من نخيل يسمى (كالاموس دراكو) أي النخيل الغابي ، وسبب هذه التسمية هو أن ساقه التي في غلظ إبهام اليد تستطيل فترتفع على الأشجار العالية جدا ، وتنتقل من شجرة إلى أخرى يحيث إنها تكتسب طولا أكثر من مائة وستين ذراعا ، وجميع هذا الجنس مغطى بغلاف ثمري فلوسي كالغلاف الثمري لثمر نخيل الساجو ، ويتجهز منه راتنج أحمر كما قال كمبغير : هو دم الأخوين الحقيق ، ويظهر أنه يستخرج من الثمار التي تعرض من أجل ذلك بخار الماء المغلي ، وبسبب ذلك يرشح من سطحها فيضعون تلك الثمار في كيس من قماش خشن ويهزنها فيمر الراتنج من الكيس مسحوقا فيجمعونه ويذيبونه على حرارة لطيفة ويلفونه باليد حتى يصير كتلة بيضاوية طولها من اثنى عشر خطا إلى خمسة عشر ، وقطرها من ستة إلى ثمانية ، وهذا هو المسمى بدم