وهذه الحالة جيدة جدا ؛ لأن هذه الأصناف تنسب إلى النباتات المهمة جدا سواء كان ذلك بالنظر لجمال منظرها أو بالنظر لاستعمالها في التدبير الأهلي ، فتوجد عدة أصناف من الفصيلة النجيلية والفصيلة الصليبية فتثمر على أصلها من البزور كالأنواع ، ولذلك اعتبروها أنواعا حقيقة والذي يميزها من الأنواع شيئان :
(الأول) : هو قلة أهمية الأوصاف التي تميزها عن الأنواع.
(الثاني) : إنها ما دامت غير متأثرة بالمؤثرات التي نمت فيها تفقد أوصافها الخاصة بها شيئا فشيئا فتكتسب صفة النوع الذي تباعدت عنه.
(الرابع) : الجنس كما أن المفردات المتشابهة والأصناف المتشابهة تكون النوع فكذلك الأنواع التي توجد بينها مشابهة واضحة في أوصافها الباطنية وأشكالها الظاهرية أي التي لها هيئة عامة واحدة ووضع واحد في الأعضاء المختلفة وبنية واحدة في الزهر والثمر يتكون عنها الجنس ، فالورد البري والورد البستاني والورد الجوري أنواعها الثلاثة تنسب إلى جنس واحد وهو الجنس الوردي ، والأوصاف التي أسست عليها الأجناس متخذة من ملاحظات أعلى درجة من الملاحظات التي أسست الأنواع على حسبها ؛ لأنها متخذة من جزء مهم أي من شكل الأجزاء المختلفة للثمر ووصفها ، وينبغي أن تكون الأنواع الداخلة تحت الجنس متشابهة في الهيئة والأشكال الظاهرية ؛ لأجل أن يكون الجنس طبيعيا ، ولا ينبغي إهمال هذه القاعدة الجيدة ، وهي أنه متى أريد تكوين جنس ينبغي التأمل في الأعضاء التي على حسبها يتميز هذا الجنس عن غيره ، وهل توجد علامات ظاهرية تحقق انفصال هذا الجنس عن غيره أو لا ، فالجنس البلوطي أو الوردي أو القرنفلي أو النخلي أو نحو ذلك هذه كلها طبيعية ؛ لأن جميع أنواعها هيئتها وأشكالها الظاهرية متشابهة بالكلية ، وكل جنس يعرف باسم مخصوص لا يتغير في جميع الأنواع التي تدخل تحته ، وإنما يتميز كل نوعه من الأنواع الداخلة تحت كل جنس عن غيره باسم ثان يضاف عقب اسم الجنس ، فيدخل تحت جنس الأكاسيا وهو الجنس السنطي ، الأكاسيا النيلي أي السنط النيلي والاكاسيا بنج هو البنج المعروف ، وعلى ذلك فقس ، وكيفية ترتيب الرتب من الأجناس يأتي في الخاتمة إن شاء الله تعالى ، ثم قال تعالى : (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) [الأنعام : الآية ٩٩].
وفيها مسائل :
(المسألة الأولى) :
قرأ حمزة والكسائي ثمره بضم الثاء والميم ، وقرأ أبو عمر وثمره بضم الثاء وسكون