في الحيوانات وفيه أمور :
(الأول) : متى تلقح الجنين يكتسب حياة مخصوصة ، ويجذب إليه عصارة الأجزاء المجاورة له والغلافات الزهرية وأعضاء لتذكير نزول وتقسط ، والمبيض بمفرده يستمر على النمو ، وحينئذ يقال : إن الثمر قد انعقد ولأجل انعقاده لا يكون من الضروري أن تتلقح جميع أصول البزور الموجودة في المبيض ؛ لأن الغالب أن يحصل عكس ذلك ، ففي ثمار الأشجار ذات الفواكه كالسفرجل والتفاح كثيرا ما يشاهد أن بعض البزور يتلهوج ، وفي الموز وبعض أصناف العنب كالعنب البناتي تتلهوج البزور كلها.
(الثاني) : من ابتداء الوقت الذي تنعقد فيه الثمار إلى زمن نضجها تجذب نحوها العصارة الصاعدة بتأثيرها الخاص ، ومعلوم أن المقدار العظيم من الثمار على الأشجار يضر بمحصول السنة التالية ، وهذه الظاهرة إذا كانت الثمار عديدة جدا على شجرة ، فمن الواضح أنه لا يمكن أن تكتسب نموا كافيا يجف كثير منها قبل أن يصل إلى تمام نضجه ؛ ولذا ينبغي نزع الصغيرة الأقل حجما ، وذلك لأجل كون الثمار التي تبقى تنتفع بالعصارة المغذية بطريقة أتم.
(الثالث) : في اعتبار نضج الثمار بالنظر للتنوعات التي تحصل في السوائل التي تمتصها على الدوام تشاهد نتائج وذلك أن الثمار تحدث في السوائل التي تأتي في منسوجها تغيرات مشابهة التي تحصل في العصارة التي تصعد من الجذور في الأوراق إلى أن تكتسب تلك الثمار نموها التام فيتصاعد من مسامها كالأوراق بخارات تعم جميع الثمار لا يخرج منها مقدار واحد من الرطوبة ، فالتي تتصاعد منها رطوبة كثيرة تصير يابسة أي ذات غلاف ثمري يابس كما في الثمار اليابسة التي منها الحنطة والشعير والأرز ونحو ذلك ، والتي تتصاعد منها رطوبة قليلة تصير لحمية كما في الثمار اللحمية التي منها التفاح والخوخ والمشمش ونحو ذلك.
(الرابع في كيفية تلون الثمار):
متى وصلت الثمار اللحمية إلى نضجها التام تفقد لونها الأخضر شيئا فشيئا ، وتتلون باللون الأصفر أو الأحمر أو البنفسجي ، ومتى ابتدأ حصول هذه الظاهرة يحصل تنوع مهم في الثمر ، فبعد أمن كان طعمه فجا يصير سكريا ، وأما التلون المخصوص الذي يكتسبه كل نوع من الثمار اللحمية فمتى قرب من نضجه التام فهو ناشئ عن تأثير الضوء ؛ لأن الثمار تكون دائما متلونة من الجهة المتأثرة من الأشعة الشمسية أكثر من الجهة المقابلة لها كما في التفاح والرمان ونحوهما.