كما تقول مررت برجل معه صقر صائدا به غدا أي مقدرا للصيد به غدا قرأ ابن كثير ونافع (أكله) بتخفيف الكاف والباقون بضم الكاف في كل القرآن ، وأما توحيد الضمير في قوله : (مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ) [الأنعام : الآية ١٤١]. فالسبب فيه أنه اكتفى بإعادة الذكر على أحدهما من إعادته عليهما جميعا كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) [الجمعة : الآية ١١] والمعنى إليهما وقوله : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [التّوبة : الآية ٦٢]. وأما قوله متشابها وغير متشابه فقد سبق تفسيره ، ثم قال تعالى : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) [الأنعام : الآية ١٤١]. وفيه مباحث :
(المبحث الأول) : قد قسمت الثمار إلى ثمار بسيطة وإلى ثمار متضاعفة وإلى ثمار متلاصقة ولنتكلم على كل واحد على حدة فنقول :
(الأول الثمار البسيطة):
هي الأكثر عددا والأكثر استعمالا منها الثمار العنبية والثمر الرماني والثمر البرتقالي والثمر البطيخي والثمر التفاحي والثمر الزيتوني والثمر النجيلي والثمر الفقير والثمر القرني والثمر العلبي فالسنة الأولى لحمية والأربعة الأخيرة يابسة أو جافة فالثمار العنبية التي هي أكثر استعمالا هي العنب وحب الكاكنج وثمر شوكة الصباغين والفلفل والتمر والثمر الرماني هو الرمان المعتاد والثمار البرتقالية التي تنسب للفصيلة البرتقالية الأكثر استعمالا البرتقال والليمون والنارنج والأترج والكباد والليمون البري المسمى بلغموت والثمرات المنسوبات إلى الفصيلة القرعية الأكثر استعمالا هي الحنظل وقثاء الحمار والثمار التفاحية الأكثر استعمالا هي السفرجل والتفاح والثمار الزيتونية الأكثر استعمالا هي البر والشعير والشيلم والشوفان والأرز والذرة وقصب السكر والثمار الفقيرة تنسب للفصيلة المركبة وهي قليلة الاستعمال في الطب فلا يستعمل منها إلا ثمار نبات ببلاد الهند يسمى عندهم كلا جيري طارد للدود وثمر كل من القرطم والسلجم وعباد الشمس والسنا والتمر الهندي والثمار العلبية الأكثر استعمالا هي الوانيلا ورؤوس الخشخاش والسواديلا والحبهان.
(الثاني في الثمار المتضاعفة):
لا نذكر منها إلا ثمار الفصيلة الخيمية وثمار الانيسون النجمي فالأولى مكونة من ثمرتين في قابلتين للانفتاح والثانية مكونة من ست ثمار إلى ثنتي عشرة تنفتح من أعلى فالثمار الخيمية الأكثر استعمالا هي ثمار النخوة الهندية والشبت والأنيسون والكراويا والجزر والشمر والكمون والكزبرة وقندول الماء.