الكأس ، وأسنانه والغلاف الثمري أصفر محمر متين قشري مقسم في الباطن إلى جملة مخازن مهيأة إلى جملتين (٥) متراكبتين ومنفصلتين بحواجز رقيقة غشائية ، والحبوب عديدة كثيرة القواعد بدون انتظام ، وغلافها الخاص ثخين جدا شحمي من الخارج يغطي جنينا خاليا من المحيط الجنيني وقائما ، وفلقتاه ملتويتان على نفسهما ، والمستعمل من هذا النبات أربعة أجزاء الجذور والأزهار الغير المفتحة ، وغلاف الثمر وعصارة الرمان ، وهذا الشجر طبيعي في الأقاليم الحارة كإفريقيا ، ويظهر أن أصله من الهند ، وحمل من هناك حتى انتشر شيئا فشيئا ، وبالجملة يوجد على الشواطئ المغمورة بالبحر المتوسط ، وأدخله الرومانيون إيطاليا ومنها انتشر في جنوب أوروبا ، وإنما يضره البرد ؛ ولذا لا يمكن جودة استنباته في مركزها ، بل يكون هناك شجرات لا ينضح ثمرها أما في البلاد الحارة وسيما بلادنا فينبت طبيعة وكثر استنباته بالبساتين وبلاد العرب.
(في الصفات الطبيعية للأجزاء المستعملة في الطب)
الأزهار الجافة حمر فيطرح منها ما اسود في التخفيف ، وقشور الثمر الجافة تكون قطعا صلبة جلدية محمرة من الخارج ومصفرة من الباطن ، وقشور الجذر قطع صغيرة سنجابية مصفرة من الخارج وصفر من الباطن ، وهذه الجواهر كلها عديمة الرائحة شديدة القبض قليلة المرارة.
أما الثمر فقد علمت أنه تفاحي الشكل ، وقد علمت صفات قشره ، ويحتوي على بزور كثيرة في حجم حبات الشعير الغليظ ، ومحاطة بجوهر هلامي محمر شفاف إذا عصر خرجت منه عصارة نقهة فيها قليل حموضة وسكرية ، ولكن ذلك يختلف باختلاف أصناف الرومان فإن منه البري والبستاني وذلك حلو وحامض ومعتدل يسمى بالمز.
وأما أزهار الرومان الرطبة فسماها (ديسقوريدس سطينوس) بكسر السين والطاء ، ونحن نسميها بالجلنار قد علمت صفاتها النباتية والطبيعية من كون كأسها ثخينا وأهداب تويجها منثنية ، ولونها أحمر جميلا ، ولا رائحة لها ، وتكثر بالاستنبات وفيها بعض مرار وقبض ، وأزهار الرمان البري هي التي تجنى قبل نموها وتجفف في البلاد الحارة ، وتباع في المتجر وتعد من القوابض.
__________________
(٥) قوله : جملتين كذا بالأصل ، ولعله مصحف على حلمتين. اه.