(في التأثير والاستعمال)
(جذور الرمان):
أي قشر الجذور ، وقد كان هذا القشر مستعملا عند القدماء علاجا لدود القرع ، وذكر ذلك (يسقوريدس وبليناس) وسلسوس ، وهؤلاء الثلاثة كانوا في العصر الأول من التاريخ المسيحي ، وبعدهم بأربعة قرون تكلم عليه أمير يقوس ، قال ميرة : قد ذكرها قدماء أطباء العرب ، ثم لم يذكرها أحد من الأوروبيين حتى جاء بشنان طبيب انقليزي مارس الطب في قلقوطة وجدد ظهور هذه الخاصة بأوروبا فأشهر هذا الاستعمال حين رآه ببلاد الهند مع النجاح القريب ، ويمكن أن نقول : إن قدماء فلاسفة اليونان اغترفوا تلك الخاصة من بلاد الهند التي جاؤوا بها ، ثم لما شهر ذلك هذا الطبيب ، وتواترت المشاهدات والتجربيات نسب إليه ، وقبل أن نذكر كيفية الاستعمال لهذا القشر نذكر كيفية تأثيره الصحي فنقول :
(في التأثير الصحي):
من المعلوم أن هذا القشر العديم الرائحة إذا مضغ حصل منه طعم قابض ، لكن غير كريه ، فإذا استعمل بالمناسب أثر على الأعضاء الهضمية تأثيرا شاقا وحرض ألم في المعدة ، ولدغا في الشارسيف ، وغشيانا مستطيلا وقيأ وقلسا ، والغالب أن يحصل منه تبرز مرتين أو ثلاثة أو أربعة مسبوقة بقولنج ضعيف ، وحركة عنيفة ، وتكدر عظيم في الأمعاء ، وذلك حاصل من التأثير القريب لأصول هذا الجوهر على السطح المعدي المعوي ، وأما تأثير قواعده بعد امتصاصها على القلب أو الأوعية الدموية أو غير ذلك من الأجهزة العضوية فلا يشاهد أثر لذلك بخلاف تأثيرها على الجهاز المخي الشوكي ، فيشاهد منه دوار وسدر وقمور وهيئة سكر وسبات وتعب وجذب في الوركين والساقين ، واضطراب في الفكين ، وجميع ذلك يعرض بعد استعمال مسحوق هذا القشر أو مغليه ، ويدل ذلك على أن قواعده أثرت على النصفين الكرويين المخيين ، وأنها نوعت الحالة الطبيعية للب المخي والنخاع الشوكي ، وأنها جعلت لهما حالة جديدة ، وأنها سببت مع ذلك احتقانا دمويا خفيفا في الأوعية المخية ، ولكن أكثر ما يهتم به هو خاصية إهلاكه لدودة القرع بشبه تسمم إذا أحاطت قواعده ومواده الكيماوية لهذا الحيوان المتولد في القناة الغذائية ، وأثرت فيه فقد ثبت بالتجربيات أنه جهز مغلي هذه القشرة بالطريقة التي سنذكرها وقسم ثلاث كميات ، وأعطى لمن يظن معه وجود تلك الدودة فإنها تندفع ميتة في البراز الثاني أو الثالث ، والغالب أنه يكفي لحصول استفراغها