ذلك ، وكانت عند القدماء مثل بليناس كثيرة الاستعمال ، ولم تزل كذلك كما هو قريب للعقل في البلاد الحارة مستعملة للدبغ ، وفي الاستعمالات مثل الأزهار الغير المفتحة كدواء قابض وتستعمل في جزيرة (طيموره) بكسر الطاء جزيرة ببحر الهند في جنوب ملوك وشرقي جاوة علاج للدوسنطاريا ، وذكر (كولان) أنها تستعمل مع نجاح في الإسهالات تستعمل في البلاد الشرقية وخصوصا في إقليم بنيت من آسيا علاجا للحميات المتقطعة ، وتقوم هناك مقام الكينا في أعين أطباء الفرس ، وزيادة على ذلك أنه نسب لها في جميع الأزمنة خاصية واضحة لقتل الديدان المبرومة والديدان الصغيرة ، ويذكر في كتب القدماء أنها تطرد دودة القرع أيضا ، ولكن تلك الخاصية في قشر الجذر أوضح وأظهر منها في قشر الثمار ، واستفرغ العلم لبات دودة القرع من الكلاب بهذه الواسطة ، وإذا أريد استعمالها لذلك كان مقدارها من درهمين إلى أربعة مطبوخا ونصف ذلك مسحوقا كما أنه مقدار الأزهار الغير المفتحة ، ومن مجربات القدماء أنه إذا أفرغت رمانة من حبها وملئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة وقطر من ذلك في الأذن سكن وجعها ومع دهن البنفسج للسعال اليابس ، وإذا طبخ قشر الرمان وجلس فيه النساء نفعهن من النزف ، وإذا جلست فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة ، وإذا طبخ قشر الرمان في ماء إلى أن يتهرى وأخذ منه أربعة دراهم مع الماء الذي طبخ فيه ، وأضيف لذلك من الدقيق اثنا عشر درهما وصنع منه عصيدة حتى يكمل نضجها ، ثم أنزلت ووضع عليها زيت فج ، وأطعم ذلك من به إسهال ذريع قطعه يقينا حالا وإن شرب من طبيخه من به استرسال البول أمسكه ، وإذا أخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصا وسحقا ثم طبخ بخل حتى ينعقد ثم حبب ذلك حبوبا بقدر الفلفل ، وشرب منها من سبع عشرة حبة إلى عشرين نفع ذلك من السحج وإسهال البطن ومن قروح الأمعاء والمقعدة ، وإذا أحرق قشر الرمان وعجن بعسل وضمد به أسفل البطن والصدر نفع من نفث الدم ، وإذا احتقن بماء قشر الرمان المطبوخ من الأرز والشعير المقشور المحمص نفع أيضا من الإسهال وسحج الأمعاء وإذا تمضمض بمائه قوى اللثة ، وإذا استنجى به قوى المقعدة وقطع الدم النازل من أفواه البواسير.
(في استعمال ثمر الرمان)
تعتبر عصارته الصافية الوردية الشفافة التي فيها بعض سكرية وبعض حمضية وتؤخذ منه بالعصر مرطبة ومعدلة فتعطي في الحميات ، بالبلاد الحارة ويعمل منها نوع ليموناد بأن تحلى بالسكر بعد مزاجها بالماء والعطريات ، ويعمل منها غير ذلك فيحضر منها شراب يقال : إنه مقبول ومستعمل أيضا في الحميات والالتهابات سيما التهابات الطرق البولية ونحو ذلك ، وأمر