به بقراط في وجع الفؤاد وونزيتن في الإسهالات والدوسنطاريا ونحو ذلك ، وذكر بليناس وسلسول أن عصارة الرمان مضادة لدودة القرع ، ولب الثمر فيه الخواص المرطبة التي في العاصرة فيمص في البلاد الحارة كما يفعل في عصارة البرتقال غير أنه أقل قبولا منها ، ويعمل منها مربيات وجليديات في الأماكن التي يكتسب فيها هذا الثمر جميع الصفات الجيدة القابل هو لها حيث يميز هناك إلى أصناف كما كان في زمن بليناس إذ من الواضح أن الأصناف المعروفة الآن ببساتيننا متوسطة الاعتبار ، وأما الأصناف البرية ففيها بعض غضاضة ، ويحضر من العصارة المأخوذة من الثمر نوع نبيذ يسمى نبيذ بلاديوس.
(في استعمال الثمر للمتقدمين)
وسع القدماء دائرة استعماله إذ الرمان منه الحلو والحامض والقابض فمنفعة كل صنف منه باعتبار الطعم الغالب عليه ، وقالوا : كله جيد الكيموس جيد للمعدة قليل الغذاء ، والحلو أطيب طعما من غيره فيلين الحلق والصدر وينفع السعال ويوافق المعدة يولد حرارة لطيفة في الأبدان الحارة نفخا ، ولذلك لا يصلح للحمومين والحامض يقمع الصفراء ويمنع سيلان الفضول إلى الأحشاء وخصوصا شرابه لكنه يضر المعدة والأسنان ، ويخشن الصدر والحلق ويضر أمراضهما والمر أعدل وأنفع للمعدة من التفاح والسفرجل إذا مص ماؤه وطرح جرم الحب ، وشراب الرمان وربه نافعان من الخمار والحميات وخصوصا شراب الحامض وقالوا : إن الرمان قوي على أحدار الرطوبات المرية العفنة من المعدة ونافع من حميات الغب المتطولة ، وقال الرازي ما محصله : الرمان الحلو منتفخ قليلا حتى أنه ينغظ ويحط العام عن فم المعدة إذا امتص بعده ، ولا يحتاج إلى إصلاح ، لأن نفعه سريع التفشي ، وأما الحامض فطويل نافخ مبرد للكبد تبريدا قويا وسيما إذا أدمن وأكثر منه. ويعظم ضرره للمبرودين فيبرد أكبادهم ويمنعها عن جذب الغذاء فيورثهم لذلك الإسهال ، ويهيج فيهم الرياح ويذهب بشهوة الجماع فلذا يبغي اتباعه بمربى الزنجبيل ، والشراب القوي والاسفيذباجات التي يقع الثوم والتوابل ، وقال بعضهم : الرمان الحلو يعطش والحامض يطفئ نارية الصفراء والدم ويكسر الخمار ، ويقطع القيء ، والمز ينفع من الحميات والتهاب المعدة ، ولأن يمصه المحموم بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد من أسفل انته.
(في استعمال البزور)
البزور مركبة من غلاف غضروفي ولوزة صغيرة بيضاء عذبة فكانوا يزعمون أنها قابضة ، وإن كان ذلك على رأينا غلطا فكانوا يستعملونه كاستعمال القوابض ، وهي كأغلب البزور فيها