بعض زيتية فتكون ملطفة ، ويمكن أن يستخرج منها زيت دسم ويقال إن السماني والشحرور يتسممان بتلك البزور ، ولكن هذا مشكوك فيه وإنما يمكن أن يكون موت هذه الطيور منها بسبب عدم هضمها لها إذا أكلت منها كثير ، وربما كان ذلك بسبب الانتفاخ الذي يحصل لتلك البزور في قونصتها أو بغير ذلك لا بسبب أنها مسمة لها ، ونوع الرمان القصير القامة يظهر أنه صنف منه ، وينبت في جزائر أنتيلة وجيان حيث يعمل منه سكانها رزويا في البساتين ، وهذا النوع لا يختلف عن النوع المشهور السابق إلا في كونه صغير القامة في جميع أجزائه وليس له صفات واضحة تميزه عنه. نهايته أن زراعته أصعب من زراعة ذلك الرمان الاعتيادي وأما خواصه فكخواصه.
(في المقادير وكيفية الاستعمال)
قد سبق في كلامنا ما يعلم منه مقادير الأجزاء المستعملة فأما الأزهار فنقوعها من أربعة دراهم إلى ثمانية لأجل مائتين من الماء ، وأما قشر الثمر فمسحوقه من نصف درهم منقوعة من درهمين إلى أربعة لأجل مائتين من الماء ، وأما قشر الجذر فمسحوقه من درهم إلى درهمين ، ومطبوخه إلى ستة عشر درهما لأجل مائتي درهم من الماء حتى يرجع لرطل ، ويستعمل ذلك ثلاث مرات بين كل مرتين نصف ساعة ، وتوضيح عمل ذلك المغلي المضاد للديدان كما قال سوييران وغيره أن يؤخذ من القشر الرطب لجذر الرمان عشرون درهما ، ومن الماء مائتان وخمسون درهما يغلي ذلك حتى يرجع إلى النصف ثم يصفي ويرشح ويستعمل ذلك المقدار على ثلاث كميات وعند اليقظة من نوم المساء يعطى للمريض من عشرة دراهم إلى خمسة عشر من زيت الخروع وكثيرا ما يتفق أن الكمية الأولى أو الثانية تسبب القيء ولا يلزم لأجل هذا العارض الخفيف إيقاف التعاطي فتعطى الكميات الباقية ، ولا يحصل منها ذلك العراض ، وإنما بعد قليل من استعمال هذا المطبوخ يحس ببعض قولنجات وبتبرز المريض جملة مرات توجد الدودة مندفعة معها فإن لم يحصل ذلك الإسهال يعطى المريض حقنة من بزر الكتان فإنها كثيرا ما تجذب معها الدودة ، ولا يحتاج لتعاطي مسهل آخر ، وعالج برار هذا القشر بالماء الفاتر بطريقة الغسل ، وعاب على الدستور بحفظه التركيب المستعمل عموما ، ولم يعلم أن ذلك يقينا بسبب أن المطبوخ يحصل منه سائل أقل قابضية مما اختاره فيسهل تحمل المريض له ، فإذا استعمل القشر الجاف كان المقدار أيضا عشرين درهما ، وإنما يترك منقوعا مدة اثنتي عشرة ساعة في الماء البارد قبل تعريضه للغلي ، وبعضهم اقتصر على تخمير السائل والاستغناء عن الغلي ، فيترك السائل يومين في إناء غير مغطى فيصير حمضيا ويعطى كالسابق أو يعطى منه كوب في الصباح وكوب في الزوال وكوب في المساء ، وخلاصة قشر جذور