الرمان تصنع بأخذ المقدار المراد من القشر الجاف ومن الماء مقدار كاف ، واستعمل تلك الخلاصة مع النجاح ديلند كما عرفت لطرد دودة القرع وأعطاها على شكل جرعة على حسب التركب الآتي الذي يحصل منه دواء أقل كراهية للمريض من المطبوخ فيؤخذ من كل من ماء النعنع وماء الزيزفون وعصارة الليمون عشرون درهما ، ومن الخلاصة ستة دراهم ، وتمزج حسب الصناعة ، واستعمل ديلند أحيانا الخلاصة المنالة من الفعل المتتابع للماء على قشر الجذر ، وشراب الرمان يحضر بأخذ مائة جزء من عصارة الرمان ومائة وثمانية وثمانين من السكر يذاب ذلك على الحرارة في مترس من زجاج ، وهذا الشراب حمضي وطعمه مقبول وفيه مع ذلك بعض قبض.
(المبحث الثالث في الآس)
يسمى بمصر مرسين وباللسان النباتي مرطوس قونس أي الآس العام ، وهو كثير الوجود بمصر ، وعرب بستان وغيره ، واسمه مرطوس يونا في الأصل ، ومعناه عطر بسبب الرائحة العطرية لأوراق النوع الذي نحن بصدده ، فقد جعل مرطوس جنسا يحتوي على جملة أنواع وأخذ من اسمه أيضا قسم من أقسام فصيلته فقيل له مرطية ، ولم يعدّ المعلم طرنفور في قسم مرطية إلا ثلاثة أجناس فبالاختصار نقول : كأن جنس مرطوس لا ينسب له إلا نواع واحد وهو الآس العام الذي نحن بصده ، وهو شجيرة جميلة شهيرة بكون قدماء اليونانيين واللطينيين رمزوا لها وكنوا بها في أشعارهم لجمالها ورائحتها الذكية ، ثم عرف لهذا الجنس أنواع كثيرة بالأقاليم الاعتدالية ثم عظم هذا الجنس حتى صارت دراسة هذه النباتات مشتبهة جدا ، وتضاعف ذلك الاشتباه حين وضعوا أجناس كثيرة رديئة الصفات لها شبه عظيم في التركيب بالنباتات الآسية الحقيقية ، ونشأ من ذلك الاختلاط أن كثيرا من مشاهير النباتيين اختلط عليهم الحال بجنس مرطوس في معظم تلك الأجناس مثل أوجينيا وفريوفيلوس وغيرهما مع أن كثيرا منها يظهر كونه طبيعيا جدا ، وسبب هذا غلطهم في التحديد الجيد حيث أهملوا الانتباه له ، ثم في هذه الأزمنة الاخيرة بحث دوقندول فيها من جديد وفصلها ، ووضع أجناسا أخر كانوا أهملوها بالكلية فميز بالصفات النباتية خمسة أجناس من مرطوس عن بعضها ، فأولا مرطوس ، وثانيا مرسيا الذي هو من الأسماء القديمة لمرطوس حتى نقل ابن البيطار عن ديسقوريدس أن (مرسيا أغريا) اسم للآس البري ، وثالثا (أوجينيا) ورابع (جمبورا) وخامسا (فريوفليوس).
(في الصفات النباتية لجنس مرطوس)
هي أن الكأس ملتصقة قاعدته بالمبيض ، والغالب كونه ذا خمسة أقسام مستدامة ،