قبورهم مرميا طوق من كبوش القرنفل ، والشجرة الواحدة القوية التي سنها اثنتا عشرة سنة يخرج منها في السنة من تلك الأزهار من خمسة أرطال إلى عشرين وشوهد من تلك الأشجار ما وصل قطره إلى ثمانية أقدام فتجهز منها في السنة ستون رطلا وقبل موتها بيسير حصل منها ثمانية وأربعون رطلا كل رطل مائة درهم والمدة المتوسطة لهذه الأشجار مائة سنة والمستعمل من تلك الأشجار في الطب الأزهار الغير المنفتحة.
(الثاني في الصفات الطبيعية)
القرنفل الموجود في المتجر هو الأزهار تجنى قبل تفتيحها ، ويميز فيها الكأس على شكل قمع دقيق من أحد الطرفين ومنته بالطرف الآخر بالأقسام الأربعة الصغيرة المقعرة المنفتحة ، ويوجد في المركز زر صغير كروي مكون من الأهداب الأربعة النائمة على بعضها المغطية للذكور ، وعضو الإناث عند اجتناء الأزرار الزهرية التي ستصير قرنفلا يكون لونها أحمر فتجفف على الدخان ثم في الشمس فمن تلك العملية يصير لونها أسمر تعرف ، به وأما الأزهار التي تبقى على الشجرة فتدوم على استنباتها حتى تقطع أدوار كمالها ، وتخلف ثمرا نوويا أي فيه شحم ونواة ، ويكون هذا الثمر في حجم البرقوق وفيه رائحة القرنفل وطعمه ولكن بدرجة منخفضة ويربى بالسكر فيتفكه به وسيما في الأسفار البحرية.
(الثالث في الاختيار)
يختار من القرنفل ما يكون أسمرا هي السمرة غليظا ثقيلا دسما جيد التغذية منفرج الزاوية ذا رائحة قوية مستدامة مقبولة غالبا حريف الطعم محرقا ، والهواء المستنشق يكتسب بمروره عليه عطرية ؛ لأن الحرارة تصعد عطريته ، وهذه صفة القرنفل الآتي من ملوك ، ويسمى في المتجر الأوروبي بالقرنفل الأنقليزي ، لأن تجاره من قومبانية الهند الأنقليزية ، وأما قرنفل كبان فهو أدق وأحد زاوية وأجف ، ولونه مسود عطريته أقل.
(الرابع في الصفات الكيماوية)
حلل فوجد في ألف جزء منه مائة وثمانون من دهن طيار أثقل من الماء محرق الطعم عديم اللون ، ثم يتلون مع الزمن فيصير أصفر برتقانيا وأربعون من مادة خلاصية ومائة وثلاثون من مادة تنينية ، ومائة وثلاثون من الصمغ ، وستون من راتنج ، ومائتان وثمانون من الليفة النباتية ، ومائة وثمانون من الماء وجميع ذلك ألف ، وينال الدهن الطيار للقرنفل بتقطير القرنفل مع الماء والملح على حسب الطريقة العامة لتحضير الزيوت الطيارة الثقيلة ، ويوصل