لإنالته كله بتقطيرات متكررة ، لأنه قليل التطاير ، ونوع الراتنج الأخضر المجتمع معه طبيعته يمسكه بقوة ويكون مانعا لفصله ، والماء والكؤل يأخذان من القرنفل قواعده الفعالة.
(الخامس في النتائج الصحية)
إذا استعمل خمس قمحات أو ست من سحيق القرنفل مختلطا بالسكر أو استعمل بعض نقط من دهنه الطيار سهلت مشاهدة تنبه الجهاز الهضمي ، فإذا كان الجهاز في انتظامه الاعتيادي نمت وظائفه بأحسن حال فإن كان مجلسا لتهيج ما زاد ذلك التهيج وعرضت عوارض وغير ذلك أما إذا استعملت هذه الفواعل الدوائية بمقادير كثيرة فإنها توقظ تنبها قويا في أعصاب السطح المعدي ، ويسري ذلك لجميع المجموع العصبي فقواعدها التي أخذها الدم ونشرها في الجسم تؤثر في المنسوجات كلها فتثير حركة في الأعضاء ، فقد اتضح من تلك الخاصية المنبهة الشديدة كيف وجد الأطباء في هذا الجوهر خاصية التسخين وتقوية القلب والمعدة وإدرار الطمث وتسهيل الهضم ، ويظهر أنه إذا استعمل منه مرة واحدة مقدار كبير كما يفعل ذلك أهل الجزائر التي ينبت فيها ينفعهم هذا الجوهر في مشروباتهم الاعتيادية اتجه تأثيره إلى الرأس فيكدر المخ ، ويسبب دوارا وسددا وصداعا وغطمشة في الأبصار وغير ذلك ، وإذا بحثنا في النتائج القريبة المحرضة من القرنفل لأجل أن نعرف الناتج الخاص لكل من المواد الكيماوية المؤلف هو منها لم نر إلا أن الظاهرات الفيولوجية أي الصحية تنسب لتأثير دهنه الطيار ، ولا يميز تأثير الجزء اليسير من المادة التنينية أو المادة الخلاصية المشتمل عليها القدر المستعمل من القرنفل.
(السادس في الاستعمالات الدوائية)
يلزم أن يعد هذا الجوهر في صناعة العلاج من الوسائط المخصوصة في تنبيه الأعضاء ، ولكن قد علمت أن القوة المنبهة ليست بدرجة واحدة في الجواهر الداخلة في تلك الرتبة ، فتكون في القرنفل والقرفة والبسباسة أقوى فاعلية بحيث يمكن أن يحدث الطبيب بها تنبها موضعيا أو عاما قويا شديدا حسبما يريد ، ولذلك يستعمل مع النقع سحيق القرنفل في هبوط المعدة وضعفها وفي الإسهالات وأنواع القيء والارتشاحات الخلوية والاندفاعات الجلدية العسرة الظهور ، وضعف البصر والسمع وهبوط القوى ، وتلك النتائج موافقة للقوانين الاقرباذينية لأن القرنفل منبه فيكون دواء قوي الفعل يستعمل في جميع الآفات المرخية الناشئة من ضعف مادي أو حيوي في جهاز عضوي فتشفى تلك الأمراض بواسطة ازدياد هذا الجهاز حجما وفعلا ، وهذه النتائج معروفة عند المتقدمين من أطباء العرب ، فقد قال الإسرائيلي : إنه