يشمع القلب بعطريته وذكاء رائحته ، ويقوى المعدة والكبد وسائر الأعضاء الباطنة ، وينفي البلة العارضة فيها ، ويعين على الهضم ، ويطرد الرياح المتولد عن فضول الغذاء في المعدة والكبد ، وينفع من زلق الأمعاء ، ويقوى اللثة ويطيب النكهة ، وقال في كتاب التجريبيين : إنه يسخن المعدة وينفع من الاستسقاء ويقوى الدماغ ويسخنه إذا برد ، وينفع من توالي النزلات ، وقال حكيم بن حسن : إنه يدخل في الأكحال التي تحد البصر وتذهب الغشاوة والسبل. وقال إسحاق بن عمران : إنه يقطع سلس البول وتقطيره إذا كان عن برودة ويسخن أرحام النساء وإذا أرادت المرأة الحبل استعملت منه عند الطهر من الحيض وزن درهم ، وإن أخذ من سحيقه وزن درهم مع شيء من لبن حليب على الريق فإنه يقوى الجماع ، وقالوا أيضا : إنه ينفع أصحاب السوداء ويطيب النفس ويفرحها ويزبل الوحشة والوسواس وينفع من الفالج واللقوة ويمنع الفواق وينفع من القيء والغثيان ، وإذا جعل مع الورد وقطر كان ماؤه غاية في التطييب والتفريح وإصلاح قوى البدن وإن مضغ وجعل على رأس الإحليل لذذ الجماع ، وإذا طيبت به الفروج قوى عنق الأرحام وسخنه ، وقالوا : إن التضمد به يزيل القراع واستعماله مع السكنجبين يزيل الخفقان وبالجملة خواصه كثيرة وتفريحه معلوم محسوس ، وشرابه يقوم مقام الخمر في سائر منافعها البدنية ، وقال متأخر الأطباء : يستعمل القرنفل وضعا على المعدة في بعض أحوال من القيء وفي أوجاع المعدة ونحو ذلك لا يخفى كونه من أعظم العطريات والتوابل الفاخرة التي توضع في المآكل والمشارب التفهة الطعم ومن اللحوم والبقول والشوربات لتسهيل هضمها وسيما لأصحاب الأمزجة الباردة واللينفاوية والمقدمين في السن ، ويضر أصحاب الأمزجة الحارة والدمويين والقابلين للتهيج ، ويدخل القرنفل في كثير من المركبات الدوائية فتكون به مقوية مشددة معدية مضادة للتشنج وغير ذلك ودهنه الطيار محمرا ويستعمل نقطا في الجرعات المقوية للقلب والمعدة وغير ذلك ولحرافته يوضع على الأسنان المتسوسة قطعة قطن مبتلة به لأجل كي العصب المتألم وإتلاف حاسيته ، وذلك ناجح مجرب ، ولكن في بعض الأحيان ينسلخ جزء الفم المحاذي للقطنة وربما سبب تسوس الأسنان السليمة ، فلذا لا يلتجأ إليه إلا مع غاية الاحتراس ، ويصح أن يستعمل لتحمير الجلد وكذا مروخا بالشحم أو زيت الزيتون في أحوال الضعف العضلي والشلل ونحو ذلك ، وجذور شجر القرنفل وقشوره وأوراقه وبقية أجزاء الشجرة فيها رائحة القرنفل وتوجد في المتجر قطع ذنيباته مسماة بأظفار القرنفل وتدخل في صناعة المربيات والسوائل الروحية وغير ذلك بسبب رخص أثمانها كثيرا ما يشاهد في القرنفل قطع من صمغ محمر إذا ألقى على النار ظهرت منه رائحة الشجرة ويظن أنه منفرز منها.