(السؤال الخامس) : كيف يكون المطر مكانا للرعد والبرق وإنما مكانهما السحاب؟ الجواب : لما كان التعلق بين السحاب والمطر واحدا جاز إجزاء أحدهما مجرى الآخر في الأحكام.
وأما الرعد فمن البرق والبرق من السحاب.
(السؤال السادس) : هلا قيل : رعود وبروق كما قيل ظلمات الجواب : الفرق أنه حصلت أنواع مختلفة من الظلمات على الاجتماع فاحتيج إلى صيغة الجمع.
وأما الرعد فإنه نوع واحد جعله الله تعالى من مرور الصاعقة في الهواء ، وكذا البرق جعله تعالى شرارا من الصاعقة ، ولا يمكن اجتماع أنواع الرعد والبرق في السحاب الواحد ، فلا جرم لم يذكر فيه لفظ الجمع.
(السؤال السابع) : لم جاءت هذه الأشياء منكرات؟ الجواب أن المراد أنواع منها كأنه قيل : فيه ظلمات داجية ، ورعد قاصف وبرق خاطف.
(السؤال الثامن) : إلى ما ذا يرجع الضمير في يجعلون؟ الجواب إلى أصحاب الصيب ، وهو وإن كان محذوفا في اللفظ لكنه باق في المعنى ولا محل لقوله : (يَجْعَلُونَ) [البقرة : الآية ١٩]. لكونه مستأنفا ؛ لأنه لما ذكر الرعد والبرق على ما يؤذن بالشدة والهول فكأن قائلا قال : فكيف حالهم مع مثل ذلك الرعد؟ فقيل : يجعلون أصابعهم في آذانهم ، ثم قال فكيف حالهم مع مثل ذلك البرق؟ فقال يكاد البرق يخطف أبصارهم.
(السؤال التاسع) : رؤوس الأصابع هي التي تجعل في الآذان فهلا قيل : أناملهم؟ الجواب : المذكور وإن كان هو الأصبع لكن المراد بعضه كما في قوله تعالى : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : الآية ٣٨]. المراد بعضهما.
(السؤال العاشر) : ما الصاعقة؟ الجواب : هي السائلات البخارية البرقية أي التي بها خاصية المغناطيس من جذبها للأشياء الخفيفة كالقش ونحوه ، وتوجد في كرة الهواء بعدة حوادث جوية ناشئة عن الحرارة ، وهذا السيال منتشر في كرة الهواء المحيط بالأرض ، وفي كرة الأرض في سائر الأجسام الموجودة في الأرض.
(السؤال الحادي عشر) : كيف سقوط الصاعقة؟ الجواب إذا لمع البرق من السماء فقد تمت نتائج الصاعقة فمتى مضت برهة لطيفة بين لمعان البرق وسماع الرعد فقد أمن من ضررها فإن لم يمض بينهما شيء بأن كان الإنسان قريبا من محل الصاعقة ، وسمع الرعد مع مشاهدة