كثيرة في الباطن وغلظ تلك الثمار كالكمثرى المتوسطة ، ولونها وردي زاه من الخارج ، ولحمها مائل للوردية ، وأكلها لذيذ كثير الاستعمال فتعمل منها خبائص وتربى بالماء ، ويستخرج منها بالتخمير كؤل تشم منه رائحة الورد ، ويحضر منها سوائل تشرب على الموائد ، ويقال : إن هذه الثمار جيدة في الحميات الصفراوية والتهابات والدوسنطاريات فتكون مرطبة تنفع لتسكن العطش وغير ذلك ، وهناك صنف ثماره بيض وآخر سود من الخارج ، وتختلف أسماؤها عندهم مثل جمبور وجمبوز وغير ذلك يقرب من هذا النوع في الثمر نوع آخر سماه بعضهم مرطوس ملكنس نسبة لملكة بفتح الميم مدينة تجاه جزيرة سمطرى ، واستنبت بجهات كثيرة ، وثمرة كمثرى أحمر قوي الاحمرار مقبول تفوح منه رائحة الورد ، ولذا يؤكل كثيرا ولكن أقل من الجمبوز الذي يفضل عليه في جميع الأحوال ، ومطبوخ قشره يستعمل دواء قابضا في الدوسنطاريا والخبوريا والسوائل البيض المهبلية ونحو ذلك ، ومن أنواعه ما يسمى عند مرتيوس مرطوس قولفور أي السامي الزهر ثمره أحد الثمار المقبولة في البريزيل ، وهو عنبي أحمر بنفسجي عذب الطعم ويعمل منه شراب ونبيذ كؤل وغير ذلك ، وقالوا : إن هذا الثمر في حجم الليمون الصغير مستدير مسود في طعم العنب مقبول غاية القبول في الأمراض الحمية ، فقد تمت أجناس المشتبهات وستأتي في الخاتمة تتمة في باقي أجناس هذه الرتبة من المتشابهات والله المستعان.
(مسألة مهمة)
في قوله تعالى : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام : الآية ١٤١]. أما قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : الآية ١٤١]. ففيه أبحاث :
(البحث الأول)
قرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم «حصاده» بفتح الحاء والباقون بكسرها قال الواحدي : قال جميع أهل اللغة يقال حصاد وحصاد وجذاذ وجذاذ وقطاف وقطاف وجداد وجداد وقال سيبويه جاؤوا بالمصادر حين أرادوا انتهاء الزمان على مثال فعال وربما قالوا فيه فعال.
(البحث الثاني)
في تفسير قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ) [الأنعام : الآية ١٤١]. ثلاثة أقوال :
(الأول) : قال ابن عباس في رواية عطاء يريد به العشر فيما سقت السماء ونصف العشر