المغذية والدوائية على حسب المراد وسنوردها عليك واحدة بعد واحدة فنقول.
(الفصيلة النجيلية):
هذه الفصيلة تحتوي على نباتات عظيمة النفع جدا للبشر ، وتكون في جميع أجزاء الأرض قاعدة تغذي الإنسان والحيوانات الأهلية وبزورها كثيرة الاستعمال غالبا ، وفيها الجوهر الزلالي أي الجسم الدقيقي المحيط بالجنين ومعظمه مركب من النشاء ، وسوق نباتات تلك الفصيلة تحتوي على الزلال النباتي ، والسكر الذي يوجد منه مقدار كبير في القصب وفي النبات المسمى سرجون وهو الذرة النيلي الذي يوجد في الهند أصناف كثيرة فمنه الأبيض الأصفر والأحمر والأسود ، وكلها تسمى باللسان النباتي أو لقوس سرجون ، وأنواع أخر من جنس أو لقوس وسيما النوع المسمى أو لقوس سكاراتوس ، وظن (بالاس) أنه يمكن استخراج السكر مع النفع من سوق أنواع الذرة ويستعمل في الطب نوعان من السوق المدفونة في الأرض ، وهي داخلة في اسم عرق النجيل ثم ، ما عدا القواعد القريبة العضوية تحتوي الحبوب للتغذية على كثيرين (٦) كما تحتوي أيضا على جميع العناصر المحضرة لجوهر الحيوانات وهذه الفصيلة في غاية ما يكون فمستنتجاتها تتشابه فيما بينها تشابها عظيما كما قال تعالى : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ١٤١]. ومع ذلك يتجهز من هذه الفصيلة القصب أي قصب السكر والذرة والأرز وحبوب كثيرة مأكولة.
(البرّ):
يقال له أيضا القمح والحنطة وهو نبات لا تخفى شهرته سنوي منه ما يزرع بالخريف ويمضي عليه الشتاء وهو في الأرض وأزهاره خالية من اللحاء وحبوبه أغلظ والآخر يبذر في شهر أذار ، وحبوبه ذوات لحاء وأصغر وهذا باعتبار زراعة أوروبا ، وأما عندنا فأنواع القمح تزرع في شعر هاتور القبطي غالبا ، وهذا النوع صنفان لنوع واحد ، وحبوب القمح معلومة صفاتها فهي بيضاوية ذات طرفين وثلم في أحد جانبيها ، وهي ملساء ثقيلة الوزن مصفرة بدون رائحة واضحة ، وطعمها عذب تفه ، وإذا مضغت تكون منها في الفم سائل لبني ، وتحفظ تلك الحبوب كتلا لكن تحتاج للتقليب والتحريك غالبا ؛ لأنها تسخن وتتلف من السوس ، وأحيانا تدخر في المطامير أي الحفر العميقة البعيدة عن الهاء مخلوطة مع التبن ، فرطوبة
__________________
(٦) قوله : على كثير كذا بالأصل ، وانظر : ما معناه وقوله : فيما سيأتي ، وهذه الفصيلة في غاية ما يكون ... إلخ. لا معنى لهذه الغاية. اه.