(في المقدار وكيفية الاستعمال)
مطبوخه المائي يصنع بأخذ ثلاثة دراهم من الحبوب لمائة درهم من الماء ، ويمكث المغلي نحو ربع ساعة فيكون السائل محتويا على دقيق معلق فيه وهو الذي تنسب له خاصية التلطف والإرخاء ، ثم يحلى بالسكر أو العسل أو أي شراب كان ، وكثيرا ما يضاف إليه اللبن وأحيانا بعض نقط من ماء عطري كماء زهر النارنج أو القرفة بحيث لا يكدر ذلك خاصية الإرخاء ويكون المشروب أقبل للمرضى ويصنع أيضا منه شراب ، ويعمل منه في أيغوسيا عرقي يشرب هناك ويخلطونه بمائهم الرديء ليصيره مقبولا للشرب.
(في بيان الأرز)
هو حبوب نبات يسمى باللسان النباتي أو ريزا ساتيفا أي الأرز المستنبت من الفصيلة النجيلية سداسي الذكور أحادي الإناث ، ويقال : إن أصله من الهند ، والمشهور أنه من بلاد الحبشة ، وقد استنبت في جميع الجهات من العالم القديم والجديد حتى الأقاليم الجنوبية من أوروبا كإيطاليا وإسبانيا ، وأرز الأمريقا الشمالية وسيما قار وألين جليل جدا وأعظم منه أرز مصر فإنه غريب الطعم واللطافة والبياض ، ويألف الأراضي الرطبة ذوات المستنقعات ، ولذا كانت سكنى أماكن غير جيدة للصحة بسبب التصعدات الآجامية المؤذية والمشتغلون بزراعته في تلك الأراضي يكونون ضعافا منتفخي الوجوه قصار الأعمار ذوي أمزجة خنازيرية ، وذلك هو الذي أحوج أرباب الحكم لحصر زراعته في أماكن محدودة بحيث لا تضر المدن ، ومن المعلوم أن الداء الجلدي المسمى بلاجرا معدود من الأمراض المنتشرة في مزارع الأرز.
(في صفاته النباتية)
سوقه فارغة تعلو من ثلاثة أقدام إلى أربعة أسطوانة فيها ثلاث عقد أو أربع ، والأوراق خيطية سهمية حادة كثيرا ما يكون طولها من اثنى عشر قيراطا إلى ثمانية عشر مسننة خشبية الحافات ، والغمد مشقوق شقا عميقا ، ولسينه غشائي رقيق مشقوق إلى الوسط ، ويوجد من كل جانب في قاعدة الورقة عند اختلاط الحافات بالغمد زائدة صغيرة شرسية الشكل يوجد في حافتها السفلية صف من أهداب طويلة حريرية ، والأزهار على هيئة باقات انتهائية ، والصرة وحيدة الزهرة والغلاف الزهري الخارج ثنائي الضفف والكأس المسمى غلوم ذو ضفتين أيضا ، وأطول منه بثلاث مرات أو أربع والضفة الخارجة منحنية فيها حزوز بالطول ، وتنتهي قمتها بوبرة قصيرة مستقيمة والضفة الباطنة أطول.