(في الصفات الطبيعية)
الأرز أبيض نصف شفاف زووي مستطيل صلب عديم الرائحة طعمه دقيقي خالص هذا هو الجيد وهو المصري ، ودونه القروليني ، ومن الأرز ما يكون مصفرا قليل الطول مستديرا معتما له رائحة خفيفة خاصة به ، وفي طعمه حرافة ، وجيد الأرز عندنا بمصر يسمى بالسلطاني ، ويأتي من جهة رشيد ودمياط ، وغيره يسمى بالأسمر وإن جاء من تلك الأماكن ، وبياضه وسمرته ناشئان من خدمة دقه.
(في الخواص الكيماوية)
وجد فيه ماء ونشاء ، وجسم خاص ، ومادة حيوانية ، وسكر غير قابل للتبلور ، ومادة صمغية ، ودهن شحمي مصفر وأملاح ، وقد اتضح من هذا التركيب الكيماوي سبب عدم فعل خبز حقيقي منه.
(في بيان الاستعمال)
المطبوخ المبيض للأرز يستعمل غذاء ملطفا جيد النفع إذا كان في الطرق الغذائية تهيجات أو التهابات أو تقرحات ، ويكون ذلك الماء الذي غلي فيه الأرز محتويا على الدقيق أو النشاء فيكون دواء حقيقيا ينتج نتيجة مرخية في الأسطحة التي يلامسها فإذا امتصت قواعده ودخلت في دورة الدم أثرت في المنسوجات تأثيرا يضعف توتر أليافها ، ويخفف شدة حيويتها إذا كانت زائدة ، فيستعمل في العادة مغلي الأرز اذا أريد قطع استفراغ دموي أو خلطي فيؤمر به في الإسهالات والدوسنطاريات والأنزفة الدموية كنفث الدم ونحوه ، والنجاح المنال من هذا المشروب في تلك الأمراض يحمل على ظن أنه يحتوي على خاصية القبض لكن من المعلوم أن السيلان المرضى ناتج سيمباتوي أي اشتراكي كثيرا ما يسببه تهيج مع احتقان دموي في السطح المشاهد فيه ، فإذا أزال ذلك المطبوخ الدقيقي هذا التهيج ذهب الاحتقان الدموي فحينئذ يقف الاستفراغ الذي كان محفوظا بتلك الآفات فإذا كانت الاستفراغات الثفلية ناشئة مع قروح عظيمة من التهاب في الأمعاء سهل إدراك منفعة المغلي المذكور فيها ، ومن الواضح أن سيلان الدم في الأنزفة الرحمية الناشئة من تهيج مع احتقان دموي في الرحم ، أو من تهيج في المنتفخ القطني النخاعي الشوكي قد يتلطف بل ينقطع باستعمال هذا المغلي ويمكن أيضا إصلاح الدم وإرجاع قوامه الطبيعي له بالأرز فيكون منسوبا للرتبة التي يسمونها بمكثفة الأخلاط أليس ذلك يحوجنا لأن نجعل في الأرز خاصية ذاتية حتى تتضح بها تلك النتائج ، وقد علم نفع مطبوخ الأرز في تهيجات الأغشية المخاطية والتهاباتها سواء في المعدة أو الأمعاء