وسيما جملة آفات في البواب ، ويستعمل هذا المغلي أيضا في آفات لا يكفي لتوضيح منفعته فيها تأثير قوته المرخية كالاوذيما والاستسقاآت ولكن ذلك لأجل تنبيه سيلان البول وتكثيره ، وينال منه مثل ذلك في الارتشاحات الخلوية المصاحبة لضخامة القلب واتساع تجاويفه الحاصلين من تكدر في دورة الدم ، ولكن الغالب كون هذا السائل حاملا أيضا لأدوية قوية الفعل تزيل خاصيتها خاصية النجيل فلذا يضاف في الأمراض المذكورة إلى مطبوخ هذه الجذور ملح البارود أو العسل أو السكنجبين العنصليان أو نحو ذلك ، واشتهر أن استعمال هذا المطبوخ يزيل سدد الأحشاء البطنية واليرقان غير أنه يلزم لاعتبار المنافع الحاصلة من ذلك حينئذ أن تعرف الآفات الشاغلة لتلك الأحشاء والسبب الذي كدر السير الطبيعي للصفراء فإننا نحترس على تحويل خاصية النجيل إلى خاصية مفتحة ومحللة وغير ذلك ، ومسحوق هذه الجذور يستعمل أيضا غذاء ، وقدماء المصريين كانوا يدخلونه في خبزهم وعلى طريقتهم الآن سكان البلاد الشامية في زمن القحط ، ويستخرج منها في بولونيا ، ويمكن استخراج السكر منها ويعمل من عصارتها نبيذ بواسطة التخمير وكؤل فانظر كثرة ما يستخرج من هذا النبات الجليل النفع سبحان من خلقه وجعل فيه كثرة هذه المنافع إنه على ما يشاء قدير مع أنك لو نظرت إليه بداهة ربما تظن أنه لا نفع فيه أصلا ، وكل ذلك يدل على أن الصانع واحد لا شريك له.
(في المقدار وكيفية الاستعمال)
مغلي هذه الجذور يصنع بأخذ ثمانية دراهم من تلك الجذور لمائة درهم من الماء ويوجد في بيوت الأدوية خلاصة النجيل ولكن لا توجد فيها خاصيتا الإرخاء والترطيب والوجودتان في الجذور وهي مادة سوداء حريفة الطعم لها رائحة مخصوصة بها تؤثر في أعضاء الهضم تأثيرا كالا منبها فلا تبقى فيها القواعد العذبة للنجيل حافظة لخواصها وإنما تكابد تغيرا يعطيها صفات جديدة مخالفة للصفات التي كانت لها في الجذور.
(السكر)
تريد أن نستوفي الكلام هنا على أنواع السكر المستعملة عموما ، وإن كان منها ما يستخرج من فصائل غير الفصيلة التي نحن بصددها لتكون جميع أنواعه مجتمعة في مبحث واحد ، فالسكر هو قاعدة قريبة تنال بدون واسطة من النباتات ، ويوجد فيها مجتمعا مع المواد المرخية التي ذكرناها ، ونحن نضيفه إليها لتعديل نقاهة طعمها ، وهو عديم الرائحة له طعم عديم الحلاوة مخصوص به ويذوب في الماء ، وقابل لأن يحصل منه تخمر نبيذي ، ثم خلي