افتتاحا للحفر ، وذكروا أن هذا الداء قد ينتج من إفراط استعمال السكر وظن آخرون أن السكر هو الدواء لهم ، وذكروا أخطارا تحصل من استعماله مع أنه مات من أفرط تعاطيه ، وتجريبات ماجندي تدل على كثرة الانخرامات العظيمة التي تتولد من التغذية الوحيدة من هذا الجوهر للكلاب فإن تلك الحيوانات تهزل ويزيد بولها وتنقص قواها وتنقرح قرينتها الشفافة ثم تنثقب وتسيل أخلاط العين منها ثم تموت بعد شهر تقريبا بدون أن تظهر فيها آفة سوى الهزال الشديد وفقد الشحم ويقرب فيها البول والصفرة لما في الحيوانات التي تتغذى من النباتات ، وثبت من تجريبات بعضهم أن الحيوانات كلما بعدت عن الإنسان كان السكر لها أكثر إيذاء ، وهو يقتل في الوقت الحيوانات ذوات الدم البارد كالضفادع ونحوها ولو بالوضع من الظاهر ، ويسهل النعاج ولا يؤثر شيئا على الكلاب إذا أكلته مع غيره فيستنتج من ذلك أن السكر لا يكفي وحده لتغذية الإنسان عموما ، وأنه لا ينبغي الإفراط في استعماله أما استعماله باللطف مع غيره من الأغذية فنافع.
(في الخواص الدوائية للسكر):
السكر محبوب لطعمه الحلو المقبول ، ويحلى به أغلب المشروبات التي تستعملها المرضى ، ويستر الطعم الكريه لكثير من المستحضرات الدوائية فيصير استعمالها سهلا لإخفائه مرارتها ، وغير ذلك فإذا أذيت وحده في الفم وسيما المبلور المسمى بالسكر النبات فإنه يلطف الحرارة ، ويسكن لذع الحلق ، ويزيد في رخاوة أجزاء الحنجرة ، ويسهل قلع النخامة بل الكلام ، وذلك معلوم عند المنشدين والمغنين وغيرهم ، وإذا أذيب في الماء وشرب بين الأكلات كان أحسن لتقوية المعدة ، فهو مفضل على السوائل الروحية القوية لكونه مشروبا بلسميا ، وسيما إذا أضيف إليه بعض نقط من ماء زهر النارنج ، وإنما يستعمل بالأكثر في آفات الصدر من النجاح فهو مشروب صدري معروف مستعمل حتى في المنازل الأهلية في الاستواء أي النزلة الصدرية والسعال ، وسيما السكر النبات ، والمشروبات المحلاة بالسكر هي الأكثر استعمالا في مثل تلك الأحوال ، وينفع مثل ذلك في التهيجات المعوية فيؤثر كداء وغذاء ولذا كان قاطعا للحميات المطبقة إذ ليس هناك مريض يستعمل مشروبا سكريا إلا ويزدرد أكثر من عشرين درهما من السكر في اليوم ، وذلك يسد جزء التغذية ، فهو من الجواهر الكثيرة الاستعمال للأطباء ، وبدونه يعسر عليهم ممارسة صناعتهم ؛ لأنه ما عدا كونه ملطفا صدريا مسكنا مقويا للهضم مغذيا ، وغير ذلك يكون أيضا مساعدا للطبيب على إعطاء الجواهر الكريهة جدا إذا خلط بها ، ونسبوا له أيضا شفاء أمراض كثيرة كالنقرس والأوجاع الروماتزمية والداء الزهري والديدان وغير ذلك ، ولكن هذا غير ثابت بالتجريبات ، واستعمل