السكر أحيانا من الظاهر ، فقد تنفتح بلوراته المسحوقة على بياضة القرنية وقروحها لأجل محوها وكذا على القلوعات وشقوق الحلمات والقروح اللعابية ونحو ذلك ، فتزيد بفعلها المهيج حيوية الأجزاء ، وذلك محرض للشفاء ، وأوصى باستعماله سنويا ، وزعم بعضهم أن وضعه على الجروح المسمومة الحاصلة من نهش الأفاعي يمنع إتلاف سمها ، ولو صح ذلك لكان واسطة ثمينة نافعة عموما ، ويحرق السكر لإزالة الرائحة الكريهة من المساكن ، ولا يخفيها إلا مدة الحرق فقط ، ومن المعلوم أن السكر الخام المسمى بالسكر الأحمر أو الأسمر مسهل إذا أعطي حقنا ، وقد أكدوا بالتجربيات أن السكر يحلل تركيب الأملاح النحاسية والزرنيخة ، وهذا الأمر لا شك فيه الآن ، فقد أعطى من شرابه أربعة وعشرون درهما في كل نصف ساعة لكلب أزدرد أربعة دراهم من محلول الزنجار فمنع ذلك تأثيره السمي بدون أن يقيء ، مع أن هذا المقدار أهلك كلبا آخر بعد سبع ساعات لم يعط له السكر ، وجرب ذلك أيضا في الإنسان وكرّر التجربة به (أورفيلا) ، وأعادها مرارا (بوستيل) فتأكد أنه مضاد للتسمم بهذا الملح قوي الفعل في كثير من الأحوال ، ويظهر أنه يحلل تركيب أملاح الرصاص والزرنيخ والزئبق ، ولكن هذا غير أكيد ، ويلزم أولا في جميع الأحوال حتى في أملاح النحاس تحريض القيء قبل إعطاء السكر إذا نودي الطبيب حال تعاطي السم.
(جذر الغاب):
وقد يقال للنبات غاب بروونسه ، ويسمى باللاطينية دونكس بضم الدال وفتح النون ، وقد يقال أرندو بفتح الهمزة وضم الراء وسكون النون وضم الدال فجنسه أرندو ، وصفاته أن المحيط الظاهر أخلافه غير مستوية وحادة تحتوي على أزهار عددها من خمسة إلى سبعة ، والأزهار السفلى مذكرة أو عقيمة ومجمعها عار ، والأزهار العليا خنثية ومجاميعها المكون كل منها من قطعتين مغطاة بوبر حرير ، فالقطعة السفلية من المجموع مخرازية قليلا ، والعليا ثنائية الشقق مسننة ، والفلوس السفلية الاندغام مقطوعة مشرفة ، والفروج ذوات مرشات والتزهير قمي ، أي إن حوامل الأزهار تخرج من جهات مختلفة وتعلو على التساوي فتكون مركبة كثيرة التفرع ، والنبات المذكور يعلو عن الأرض من اثنى عشر ، قدما إلى خمسة عشر وينبت في أغلب البلاد في المحال الرطبة ، واسمه العام بوص ، وجذوره عذبة الطعم سكرية إذا كانت صغيرة السن ، فإن تقدمت في السن صارت عديمة الطعم ، وسيما إذا جفت وهي أسفنجية خفيفة سنجابية اللون ، ولأجل الاستعمال تقطع قطعا رقيقة وقد حللها (شوفليير) فرأى أنها لا تحتوي على دقيق ، وهذا أمر عظيم الاعتبار ، وأثبت أن فيها مادة راتنجية مرة عطرية شبيهة بالمادة التي تنال من الوانيلا ، وإن كان ذلك الغاب عديم الرائحة ولم يوجد فيه أيضا سكر إذا