كان قديما ويوجد فيه ذلك إذا كان صغير السن بحيث يدرك فيه طعمه ، وأكثر استعمال هذا الجذر إنما هو لأجل مضادته للبن ، أي يقلل إفراز اللبن وينفع في الأمراض التي يسمونها لبنية ، أي ناشئة من ارتضاع اللبن ، وعوام الأرياف يسقونها للوالدات جديدا إذا أرادوا انقطاع لبنهن ، وللمرضعات اللاتي يرون فطامة أولادهن بمقدار ثمانية دراهم ، وقال بعض المتأخرين : هذا الجذر يؤثر ماء مطبوخه كمذيب وحامل لغيره ، وكان القدماء يضعونه من الظاهر على الجروح كمادات وعلاجا للسعفة ونحو ذلك ، وبراعيم هذا الجذر النجيلي تؤكل كبراعيم الهليون ، وسوقه التي تقرب للخشبية تستعمل للحرق والصنائع ، وإذا قطعت وشققت عمل منها نوع حصير ومقاعد وكراسي وغير ذلك وشاهدوا أحيانا غبارا وأسود غطى سوق هذا النبات ففسد تركيب قشرته فحمل الهواء ذلك المسحوق لوجه العملة الذين يقلعون هذا القصب فسبب لهم صداعا وانتفاخا في الوجه والرأس مع تكون حوصلات ، وإذا ازدرد هذا الغبار حصل منه أعراض التهاب معدي معوي حاد بالاختصار نوع تسمم ، وكثيرا ما يحصل أيضا شبه فيضان نحو أعضاء التناسل مع (ساتريازس) في الرجال أي إنعاظ مشد أم لا ينطفئ أو مع نمو (فومانيا) أي غلمة في النساء ، وتلك الآفات تشفى بالحمامات الفاترة والمشروبات المحللة والدهانات الزيتية ونحو ذلك ، وتعالج بمضادّات الالتهاب ، وظن مثيل أن تلك الآفة متسببة عن تولد كر يتوجامي من طبيعة (أرجوت) الشيلم أي الشيلم المقرن.
(أرندو):
أي الغاب المقشاتي ، جذوره طويله زاحفة ترتفع منها أنابيب مستقيمة تعلو من ذراع ونصف إلى ذراعين ونصف ، وعليها أوراق ذوات شريط طويل ملون ، وهي خالية من الزغب ومقطعة مسننة الحافتين ، والسوق الجديدة منتهية بورقة ملوية على شكل مخروط محدد القمة ، والقمة الزهرية واسعة مجتمعة مع كونها متخلخلة ، ولونها أحمر مسود ، وينبت هذا النبات في المحال المائية كشواطئ الأنهر والسواقي والخلجان ، وغاباته تسقف بها الأماكن والعشش ، والقمة الزهرية يؤخذ منها لون أخضر يستعمل للصبغ ، ويصنع من قممه قبل كمال نموها مقشات ، واستعملوا المطبوخ المركز للجذر في الداء الزهري العتيق والداء الروماتزمي ونحو ذلك عوضا عن العشبة ، وكان يستعمل كذلك في الداء الزهري العتيق في المارستانات الحربية بمقدار ستة عشر درهما لأجل مائتين من الماء ، ومدحوه أيضا في الاستسقاء ، ولكنه الآن قليل الاستعمال ويقال : إنه قاعدة لما يسمى رب لفكتور ، وذلك أن من المؤلفين من يرى أن من أجزاء الرب جذر الغاب والسنا والبردانا ، مع أن من الغلظ ما يذكر في بعض كتب الأقراباذين من تسمية الشراب المضاد للزهري باسم الرب المضاد لزهر الفكتور ، وإنما يكون