(الإذخر)
يسمى بمصر حلفا مكة وبالخلال المأموني ، لأن المأمون كان يتخلل بعيدانه قال المتقدمون من الأطباء : هو من الحشائش التي تنبت بالسهول والحزون ، وأكثر المواضع الناشفة والحارة ، قال أبو حنيفة ـ رحمهالله تعالى ـ : له أصل دقيق وقضبان دقاق أذفر الريح ، وأصله مثل أسل الأصل الذي هو الكولان أي السمار إلا أنه أعرض منه وأصغر كعوبا ، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب أي مكانسه ، إلا أنها أدق وأصغر يطحن فيدخل في الطيب ، وقلما نبت الإذخرة منفردة اه.
وذلك الأصل مدفون في الأرض غليظ كثير الفروع ، ولونه إلى حمرة وصفرة ، ورائحته قوية عطرية ، وطعمه حاد عطري ، وزهره أي فقاحه وقصب الأصول هما المستعملان في الطب ، وقالوا : أجود الإذخر هو الحديث المائل للحمرة الكثير الزهر الذي فيه الرائحة الوردية ويلذع اللسان ، وقال جيبور من الأطباء : المتأخرين الأسخيننط أو الأسل المريح أي الإذخر كثير الأعراس وحيد المحل من ذات الفلقة ذكوره سفلية الاندغام بالمبيض ، وهو من الفصيلة النجيلية وعلى مقتضى ما قال ليمري : هو كثير الوجود في البلاد العامرة من أراضي العرب ، وفي سفح جبل لبنان يستعمل هناك لعلف الجمال والافتراش لنوم الحيوانات وهو مكون من جذر أبيض زغبي متين فيه طول ، وساقه تعلو نحو قدم ، وتحاط من الأسفل بشوشة من ورق تبني الطبيعة ، وعلى شكل سنبلي وتنتهي من الأعلى بباقة حاملة لأزهار صغيرة محمرة مغطاة بزغب ملزز ، وجميع النبات ممتع بخواص قوية الفاعلية ، فالأوراق قوية الرائحة وسيما إذا مرست بين الأصابع ، وطعمها حريف عطري راتينجي شديد المرار كريه جدا أو الجذر فيه تلك الخواص ولكن بدرجة أسفل والأزهار التي هي جزء النبات الذي يلزم دخوله في الترياق يلزم أن يكون طعمه أيضا أوضح ، وأكثر كافورية من الأوراق ، ولكن الذي عتق منها قليل الرائحة وضعيف الطعم يقينا بسبب قدمه ، ولذلك استعوضوا الشوشة الجذرية بالأوراق التي فيها الخواص قوية أيضا اه.
وقال ميرة : هذا النبات النجيلي الذي ينبت بالهند ومكة وصعيد مصر استعمله بقراط ، ويدخل في الترياق وديسقورديون وغيرهما قال : وليس له جذر عطري بحيث إن المستعمل أوراقه والسوق ، وهذا عكس النبات المسمى ويطفير والإنكليزيون يصنعون في الهند من أوراقه ، والرطبة شايا مقبولة لا يعتبرونه معديا أي مقويا للمعدة ومقويا عاما نافعا في عسر الهضم وتحمص أحيانا وقت استعمالها ، وذكروا أن أهالي جزيرة جاوة يعتبرون هذا النبات منبها ويستعملونه لذلك كثيرا ، ولا يعرف على أي شيء أسس ظن أن جذره سم في جزائر