العرب حيث قالوا : إنه جرب لإخراج السلاء والشوك والنصول وتحليل الأورام طلاء بالعسل ، وينبت الشعر في داء الثعلب وإن سخن وجعل على الصداع سكنه وهو مخدر مكسل مثقل للحواس مسكر منوم يملأ الرأس فضولا وأكله ضار بضعاف الأدمغة. انته.
(الجويدار أي الشليم المقرن)
وضع هذا الجوهر في هذه الفصيلة بالنظر للنباتات التي ينبت عليها وسيما الشيلم وذلك الجوهر يسمى بالإفرنجية (إرجوت) بكسر الهمزة وسكون الراء كما يسمى أيضا سجل أرجوتيه ، ومعناه ما في الترجمة لأن السجل بالإفرنجية هو الشيلم بالعربية المسمى باللسان النباتي سيكال سريال بفتح السين (٧) في الكلمة الأولى وكسرها في الكلمة الثانية ، وإنما وصف بالمقرن نظر الشكلة وهو معنى اسمه الإفرنجي أرجوت ، وقد يقال له ارجوت الشيلم والقمح المقرن والشيلم الأسود والقمح الأسود وغير ذلك بالجملة هو تولد مرضي يشاهد كثيرا على الشيلم المأكول وعلى غيره من النباتات النجيلية كجنس فرومان أي الحنطة والأفوان أي الشوفان أو الهرطمان والزوان والذرة وغير ذلك ، وعلى النباتات السعدية كالتي من جنس كاركس وسبيروس وغير ذلك.
(في طبيعة هذا الدواء)
كان القدماء يرون أن هذا التولد استحالة أي تشوه في المرضى لنطفة الشيلم أي أصل بزرته ناشئ ذلك من الرطوبة والأرض الرديئة ونحو ذلك ، ثم نسبوه للدغ حشرات نظير ما يشاهد في الورد وأوراق البلوط وغير ذلك ، ولذا رأى (دو برج) أنه ناتج حيواني أو أقله أنه ناتج من حيوان من الحشرات يضع سائلا من سوائله في حبة الشيلم فينتج من ذلك هذا الجوهر ، ولو صح ذلك لأمكن إنتاج ارجوت بالاختيار بعصر هذا السائل على حبات الشيلم المتوسط النضج ، وإذا نقعت هذه الحشرة في الكؤل نتج منها سائل يسمى بالسائل الولادي لكونه يؤثر بقوة في وقت الولادة ، ولا فعل له على الرحم في مدة الحمل ، وذكر دليلا على ذلك أن هرة كانت في الطلق فأبطات ولادتها لبطء الانقباضات الرحمية فسقاها عشرة نقط من سائله فاندفعت أجنتها بعد بعض دقائق ، وقال (تروسو) إن تجريبات دو برج كبيانه التعليمي لا تخلو عن تشكك ، وذكر متأخر والنباتيين أنه فطر فاعتبر بوليت نوعا من الفطر المستطيل يسمى قلافير ، واعتبره دوقندول من فصيلة أيبوكسيلية التي هي من خفيات أعضاء التناسل بين الفطر والحزاز.
__________________
(٧) قوله : بفتح السين الأولى ... إلخ. كذا بالأصل وقد تقدم أنه بفتح السينين. اه.