المخلوط هي سكر شبيه بما يحصل من المشروبات الكؤلية ، ويصحبه تفريح ولا يعقبه شيء من عوارض شرب المشروبات الكؤلية كالقرف والهبوط ، فإذا لم يحتو الشيلم إلا على قليل من المقرن ، فإنه لا يشاهد عارض كبير ، ولو استعمل هذا الغذاء كل يوم مدة سنين فيلزم لإنتاجه عوارض ثقيلة أن يكون في دقيق الشيلم بمقدار كبير كالسدس أو الخمس أو الربع ، وأن يستعمل زمنا طويلا ، ويظهر أن التخمر والطبخ يقللان أخطاره كثيرا ، بل زعموا أن تحميصه يفقد جميع صفاته الرديئة ويصيره عديم الفعل غير مضر ؛ وإنما يصير غذاء فقيرا قليل التقوية والحيوانات ، الأهلية ترفض أكله بالكلية ، والتي تزدرد منه مقدارا كبيرا تموت بعد زمن ما ، ويوجد فيه آثار من الغنغرينا حتى في المعدة والأمعاء ، وقال بوشرده وغيره : نسبوا للشيلم المحتوي على كثير من المقرن أوباء شرحوها مسماة باسم تشيخات شيلمية ، ولكن أثبت دنس أن هذه الأوباء تشبه الوباء المعروف باسم أكرورينا الذي تسلطن ببعض الأقاليم من أوروبا فليس الاكرورينا متعلقا باستعمال الشيلم المقرن ، ولا مانع من أن مرضين مختلفين قد تتشابه أعراضهما. انته.
وقال ميرة : عوارض خبز الشيلم المقرن في الإنسان على نوعين فإما دوار وتقلصات وتشنجات وانقباضات في الأطراف ونحو ذلك وإما غنغرينا أي سفاقلوس الأطراف ، وهاتان الحالتان تسميان أرجونزم أي داء الشيلم المقرن ، والمصابون بهذا الداء يحصل لهم هبوط وغثيان وتعب في البدن وغشي وقيء ، ويستشعرون في الأطراف المصابة ، وغالبا في أصابع الرجلين بعد ازدراد مقدار كبير منه بتنميل وبرد ، ويتلون جلدهم بلون وردي منقطع ، وينقطع الإحساس بالنبض ويصير لحمهم أصفر ، ثم يسود وينتفخ ويتقرح ، ويسيل منه مواد كأنها مدممة ، ثم يسقط في الغنغرينا وينفصل من الجسم جزء من الطرف أو الطرف كله ، ثم يموت الشخص ويداوى هذا الداء عند ظهوره أي عند ما يستشعر به بالتباعد عن الخبز الشيلمي ، وبشرب مطبوخ الكينا والمشروبات القوية القلبية المعدية ، وأوصى بعضهم بإضافة بعض نقط من روح النوشادر للمغليات ، وتغسل بذلك الأعضاء المصابة. انته.
(في الخواص العلاجية)
اشتهر الآن عند معظم المؤلفين نفعه في خمود الرحم وقت الولادة والتخليص المتأخر عن وقته والأخلاط الدموية في الرحم والأنزفة الرحمية ، وأما غير ذلك من الخواص فسنذكر فيما بعد ففي خمود الرحم تظهر الانقباضات الرحمية المحرضة بالشيلم بسرعة غريبة ولا تعرض قبل عشر دقائق ، ولا بعد نصف ساعة نعم اتفق في بعض المشاهدات ظهورها بعد ثمان دقائق ومدة تأثير الدواء تختلف من مدة نصف ساعة إلى ساعة ونصف تقريبا ، فيأخذ في