(في بيان النباتات الشفوية)
سميت بذلك بسبب الشكل الظاهر لنباتاتها حيث يظهر فيها ما يشبه الشفتين ؛ لأن تويجها وحيد الهدب أنبوبي غير منتظم تنقسم حافته إلى شفتين عليا وسفلى ونباتاتها حشيشية سنوية أو معمرة ، ويندر كونها شجيرة أو تحت شجيرات وأجناسها عديدة ، ولذلك انقسمت إلى أقسام : (القسم الأول) : ما فيه ذكران فقط : (والقسم الثاني) : ما فيه أربعة ذكور وتويجه إما وحيد الشفة وإما ثنائي الشفة ، وفيه ثلاثة أقسام ثانوية ، فكما توجد مشابهة قاطعة بين نباتاتها في الصفات النباتية والطبيعة توجد كذلك مشابهة بينها في تركيبها الكيماوي وخواصها الدوائية ، وذلك لأنها عظيمة الاعتبار برائحتها القوية النفاذة التي سميت النباتات بها عطرية في أعلى درجة ، وتلك القاعدة المريحة العطرية ناشئة من دهن طيار عطري شبيه بالكافور منفرز بكثرة من غدد كثيرة توجد في معظم أجزاء هذه النباتات ، فتنشق تلك الغدد من ذاتها أو بواسطة الاحتكام فينتشر دهنا في الجو فيتعطر الهواء ، فاذا كان الجو محتويا على ماء خالص انضمت جزئيات الدهن بالجزئيات المائية فتبقى بمساعدة هذا الحامل ممسوكة معلقة في الجو بل كثيرا ما تنتشر في مسافات كثيرة واسعة وتكون بحالة بحيث تؤثر على عضو الشم ولذلك تجد رائحة أزهار البساتين الخارجة عن المدن أقوى حساسية في الصباح والمساء منها في وسط النهار وإفراز هذا الدهن يحصل بقوة عظيمة إذا كان الهواء الجوي جافا حار أي في حرارة شديدة ، ويبطئ هذا الإفراز ويقل في حالة الرطوبة ، وسيما إذا كانت درجة حرارة الهواء منخفضة ، وهذا الدهن يكون أكثر وأنضج وأكمل في البلاد الجنوبية منه في البلاد الشمالية ، وظن بعضهم أن هذا الدهن كافور في بعض الأنواع كالخزامى والسعتر والمرزنجوش ، وإكليل الجبل ، ولكن يظهر أنه يختلف عن الكافور ، لأنه لا يتكون منه ، ويوجد في تلك النباتات قاعدة ثابتة وهي مادة صمغية راتنجية هي التي تعطيها الطعم المر ، وتكون أحيانا واضحة جدا قال المعلم بربيير : وعلى حسب سلطنة إحدى هاتين القاعدتين تختلف خواص تلك النباتات. فإذا كان الدهن الطيار هو المتسلطن كانت النباتات عطرية منبهة منتشرة بحيث تحمل لجميع البنية تنبها عاما وقوة وفاعلية قليلة الثبات والدوام ، ولكن تنشر أحيانا لجميع الأجهزة العضوية بدون اختلاف ، وأحيانا يتوجه فعلها على الخصوص لجهاز عضو مخصوص ، ولذلك نرى منها ما يكون مدرا للطمث أو معرقا أو مضادا للتشنج أو غير ذلك ، ويوجد في هذا القسم أغلب أجناس هذه الفصيلة ، وسيما المريمية والسعتر والحاشا والباذرنجوية والخزامى وإكليل الجبل والنعنع وغير ذلك ، فإذا كانت القاعدة العطرية ضعيفة جدا ، وتسلطنت القاعدة المرة ، تغيرت الخواص وصارت النباتات أدوية مقوية فقط ، ويكون