تأثيرها على المعدة بطيئا أقل شدة ، ولكن أكثر استدامة ، وذلك هو ما يفعله جنس صفريون ، وسيما كمادرس وكما فيطوس وسقورديون ونحوها ، وقد تكون هاتان القاعدتين مجتمعتين على التساوي في كثير من تلك النباتات فتؤثران معا في البنية وهذا تنويع لطيف ، وتنويع توروسو أقعد من ذلك وملخص كلامه أن من تلك النباتات ما تكون فاعليته من الدهن الطيار ، فتكون نتائجه العلاجية بسيطة أي مقصورة على حدود مداواة واحدة ، ويشهد لذلك دائما لدلالاتها التي تتمها ، ومنها وهو الأكثر ما يحتوي على جزء عظيم من كافور محلول في الدهن الطيار الذي هو القاعدة الموجودة في نباتات الفصيلة كلها ، فوجود هذا الكافور في تلك النباتات يطبع فيها صفات علاجية مخصوصة ، ومنها ما يكون فيه مع دهنه الطيار مقدار كبير من قاعدة مرة واضحة وليس فيه كافور واضح ، ولذا يكون لتلك النباتات زيادة عن خواص الدهن الطيار العطري تأثير مخصوص من جنس تأثير الجواهر المرة ، وهناك نباتات شفوية قوية التأثير جدا يجتمع فيها الدهن الطيار مع عطريته وخواصه العصبية والكافور مع خواصه المضادة للتشنج والمسكنة والقاعدة المرة مع قوتها المقوية والمشددة ويظهر أن تأثيرها العلاجي ناتج من اتحاد جميع هذه القواعد ببعضها فتجتمع فيها القوى المتفرقة في غيرها من النباتات الشفوية بحيث تقوم مقامها في الاستعمال.
(والقسم الأول) : العلاجي من ذلك النباتات تكون فيه المليسا أي الباذرنجوية هي أم الباب فتكون نتائجها من الدهن الطيار الغير المخلوط بغيره من القواعد الدوائية.
(والقسم الثاني) : يكون في أوله النعنع فيكون أنفع من غيره في مضادات التشنج.
(والقسم الثالث) : يكون في أوله الكمادرس والفراسيون والعليق الأرضي ، واذا عرضت خواص المريمية ذكر النباتات الشفوية لقسم رابع فغير نافع أي مستغنى عنه ، وقد علم مما ذكر أن النباتات الشفوية تؤثر تأثيرا قويا على الأجزاء الحية التي تلامسها وأغلبها يحمر الجلد إذا طال مكثها عليه زمنا ما وعطرية قواعدها الطيارة تؤثر على عضو الشم كتأثير مسحوقها إذا وضع عليه فتحرض عطاسا ، وتحدث مع ذلك تنبها في السطح الشيمي يسعى للمخ ويسبب نموا وقتيا في حيوية الجهاز المخي فيظهر ازدياد في القوى الطبيعة والآدابية وبعض تلك النباتات يكون له طعم لذاع ، وهذه تسخن بل تهيج باطن القسم تهيجا خفيفا برهيا يبعد أن يكون كريها بل قد يكون فيه بعض جودة ، وبعضها يكون فيه مرارة قوية ، ففي النباتات الأول نجد أصل القوة المنبهة ، وأما المرة فتأثيرها أبسط من تأثيرها في النباتات الأول ، ويوجد في التغيرات العضوية الناشئة منها ما يفيد بعض تقوية النباتات الشفوية التي لها طعم لذاع يتصاعد منها مع ذلك رائحة ذكية ولذلك تدخل في المطابخ لتعديل نقاهة المواد