القلب ، وقال : نحن لا نتجاسر على زعم ذلك فإن جميع الأدوية التي تخفف تعب الصحة أو تعيدها بعد زوالها تتبعها نتائج حميدة فتعيد للمريض الفرح والسرور ، ولكن ليس المطلوب هنا الوسائط التي تزيل الحزن بإزالتها الحالة الممرضة التي أحدثت هذا الحزن ، وإنما يلزم لاتصاف الدواء بكونه مفرحا أن يكون هو نفسه مفرحا للنفس مباشرة وبكيفية كأنها ذاتية عند ما تكون الآفات المحزنة كالماليخوليا ذاتية موضعية على فرض جواز التعبير بذلك فتكون تلك الأدوية بموجب ذلك مخصوصة بعلاج السوداويين والأبوخندريين ، وعده ديسقوريدس من النباتات التي تقدر على فتح قنوات المخ وطرد الأحزان المتسببة عن سموكة السوائل العصبية.
وذكر كثيرون أنه يصفى الذهن ، ويقوي الحافظة الضعيفة ، قال ابن البيطار : ما محصله لا خطر في استعمال منقوعه أو بعض نقط من دهنه في كوب من ماء سكري علاجا للعوارض المخية أو الأيبوخندرية ، ويكون من السعد أن يزول ولو بعض لحظات نوع الزعل الخارج عن العادة أو الحالة الماليخولية التي لا تقهر ، ثم قال ديسقوريدس وبطريق المشابهة نرى أن يؤمر باستعماله الشيوخ الذين تخلخلت قواهم العقلية ، أو انمحت كما هبطت أطرافهم وجميع وظائفهم الناشئة من المخ. اه. وذكروا جميع ما ذكره المتأخرون ، وقالوا : إن مضغ ورقه يقطع رائحة الشراب من الفم ، وهو أبلغ في ذلك من السعد وجذر البنفسج والسذاب والأيرسا ، والجلوس في طبيخه يدر الطمث ، والمضمضة به تزيل فساد الأسنان واستعمال ثلاثة دراهم من ورقه مع نصف درهم من نطرون ينفع من قرحة الأمعاء ، ويصلح لمن تسمم بالفطر وحصل له منه اختناق ، وإنما يكون النطرون في الحالة الأخيرة مثقالا والباذنجوية ثلاثة مثاقيل فإنه يزيل الاختناق العارض منه ، وينفع من المغص ، ويعمل من سحيقه لعوق بعسل علاجا للنفس الانتصابي ، والتضمد به من الملح يحلل الخنازير ينفي الجروح ، وأطالوا في خاصية تفريجه القلب وتقويته وتحليل السوداء وإنه يفتح سدد الدماغ شما وأكلا ، وينفع من الفواق والغشي الضعفي ، ويطرد الرياح من المعدة والأمعاء ، وانظر بقية الخواص في الأصل ، ومن غريب خواصه ما ذكروه من أنه إذا جففت نبتة تامة ببذرها ونورها وجميع أجزائها ، وجعلت في خرقة وشد عليها بخيط أبريسم ، وجعلت في الجيب أورثت القبول والمهابة. انته.
(في المقدار وكيفية الاستعمال):
يستعمل من الباطن منقوعه المصنوع بمقدار من درهم ونصف إلى ثلاثة دراهم ؛ لأجل خمسين درهما من الماء ، وهو مقبول يقوم مقام الشاي ، وماؤه المقطر يصنع بجزء منه وأربعة من الماء ، والمقدار للاستعمال من عشرة دراهم إلى ثلاثين ، وهو كثير الاستعمال شرابه يصنع