صفاء الجو وضبابه ، ودائرة الهالات التي تكون حول القمر بيضاء ، وقد تكون حمراء ، لكن احمرارها ضعيف من حافتها الباطنة ، والهالة التي تكون حول الشمس ضعيفة الألوان ، وتشبه قوس قزح ، واللون الأحمر منها يكون خطا محددا لفناء الهالة لا يتداخل شعاعه فيما يجاوره من الجانبين ، وكل من النيلي والبنفسجي يأخذ في التناقض تدريجا حتى ينتهيان للون السماء ، ومن المحقق عندهم أن الهالات ضوء منكسر في بلورات صغيرة كبلورات الجليد يتكون الثلج الموجود في الجو ولا تتكون الهالات عن انكسار الضوء في غير بلورات الثلج.
(المبحث الرابع في الشموس):
هي صور شموس تحصل من انكسار الشمس الحقيقة وانعكاسها في بعض الأجسام وتظهر دائما في الأفق على سمت خط ارتفاع الشمس ، وتتكون على دائرة بيضاء قطبها جهة السمت العلوي ، ودائرتها من ناحية الشمس الحقيقة يكون متلونا بألوان قوس قزح كالشمس المتكونة فيه ، وما كان منها في مقابلة ذلك الجزء لا لون له كالشمس المتكونة فيه ، فينتج من ذلك أن الصورة الأولى حاصلة من الانكسار والصورة الثانية من الانعكاس مثل بقية الدوائر الكبرى ، ومتى تكونت الشموس شوهد حول الشمس الحقيقية هالة أو هالتان متلونتان بلون قوس قزح ، وقد يشاهد على هاتين الهالتين وعلى بعض نقط من الدائرة الكبرى قطع أقواس ضوئية وأقواس كاذبة ، والوقوف على حقيقة تولد الشموس الكاذبة هو أن ضوء الشمس إذا وقع على أجسام اسطوانية الشكل دائرها شفاف ووسطها معتم كونت الأشعة المنعكسة من سطح هذه الأجسام الدوائر البيضاء ، وكونت الأشعة المنكسرة من جوانب تلك الأسطوانات من محورها العمودي الشموس الكاذبة.
(في بيان قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥)) [الملك : الآية ٥])
(اعلم) أن الله تعالى قادرا عالم ، وذلك لأن هذه الكواكب نظرا إلى أنها محدثة ومختصة بمقدار خاص وموضع معين وسير معين تدل على أن صانعها قادر ونظرا إلى كونها محكمة متقنة موافقة لمصالح العباد من كونها زينة لأهل الدنيا وسببا لانتفاعهم بها تدل على أن صانعها عالم ، ونظير هذه الآية في سورة الصافات : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧)). وهاهنا مسائل.
(المسألة الأولى)
السماء الدنيا السماء القربى وذلك لأنها أقرب السماوات إلى الناس ، ومعناها السماء