(في صفاته الطبيعية واستعماله للمتأخرين):
قال بوشرده : هو نبات مر الطعم عطري ، لكنه أقل درجة المليصا ، وليس فيه رائحة الليمون ؛ ولذا كان أقل قوة منه وأقل استعمالا في الطب وربما قرب بصفاته الطبيعية من النعنع واشتبه به. اهـ.
وقال توروسو : عطرية النبات تجعله منبها مقويا قلبيا كأغلب النباتات الشفوية ، قال ليمري : إنه يطرد الأفعى والثعابين المسمة ، ويحرض الطمث ، وهو يدخل في شراب البرنجاسف والترياق وشراب الأسطوخودس وغير ذلك ، وتستعمل أطرافه المزهرة بمقدار درهمين لأجل مائة درهم من الماء منقوعا.
(في استعمالاته الدوائية للمتقدمين):
قالوا حيث كان فيه في حدة ومرارة يسيرة كان ملطفا تلطيفا قويا ، ودليل ذلك أنه إذا وضع من خارج كالضماد فإنه يحمر الموضع ، وإن ترك موضوعا مدة طويلة أحدث قرحة ومما يثبت تلطيفة إخراجه بالنفث من الصدر والرئة الأخلاط الغليظة اللزجة ، وأنه يدر الطمث إذا وضع في المحل ، صوفه مبتلة من عصيره ، وإذا شرب بالملح أو العسل أخرج الفضول التي في المعدة ، ونفع من الكزاز ، وإذا شرب بالخل الممزوج بالماء سكن الغثيان والحرقة العارضة في المعدة ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام ، وإذا ضمد به وحده وأدمن التضميد به إلى أن يحمر الموضع نفع من النقرس والتضميد به مع الخل ينفع المطحولين ، وإذا استحم بطبيخه سكن الحكة ، وإذا جلس النساء في طبيخه كان موافقا للريح العارضة في الرحم والصلابة ، وإذا رعته النغم كثر ثغاؤها ، أي صياحها ، ولذلك اشتق له اسم غليجين.
وأما الفودنج البري بأصنافه فهو أضعف قوة من النهري إذا شرب وتضمد به نفع من نهش الهوام ، وطبيخه يدر البول وينفع من رض العضل وعسر البول والنفس الانتصابي والمغصي والهيضة والنافض إذا شرب بشراب قبل مجيء الحمى ، وهو ينقي صفرة اليرقان إذا استحم بمائه ، وإذا شرب بالعسل قتل دود البطن الطوال وحب القرع والتدخين بورقه يخرج الهوام ويطردها وافتراشه في البيوت يفعل ذلك وإذا ضمدته عرق النسا حتى قرح الجلد نفعه وعصارته تقتل دود الأذن وأي دود كان قطورا ، وإذا طبخ بالزيت صلح مروخا للنافض ، وهو من أدوية المجذومين ، وإذا وضع يابسا على موضع النهوش قرحها وجذب سمها ، وإذا وضعت عصارته أو ذر سحيقه على أي دود كان قتله ، والجبلي والمشكطرا مشيغ أقوى في ذلك كله.