والنمام ، وينفع الكبد ويقوي القلب والمعدة الباردة ، ويهضم الأطعمة الغليظة ، ويجشى جثاء طيبا ، وإذا شرب بزره جفف المنى مع أن بعضهم قال : إذا شرب بزره بحليب الضأن أنعظ جدا. وقالوا : إنه يحلل الرياح ويسكن المغص ، ويفتق الشهوة ويسكن الصداع البارد ، وهو أعظم من المرزنجوش فيما يقال ودهنه العطري يحل الإعياء ، ويشد العصب ويقطع الأعراق الخبيثة ، وربما دخل هذا النبات في طبيخ الأطعمة ، وهو يمنع الفساد عن الخمر وسائر الأشربة ، والخلول إذا قطعت أغصانه وطرحت فيه.
(إكليل الجبل):
يسمى بالإفرنجية رومران ، وباللسان النباتي رسمارينوس أوفسنالس ، وهو شجرة تنبت بنفسها على شواطئ البحار بين الصخور ، وتألف الأراضي اليابسة المعرضة للشمس ، ويتصاعد منها روائح مقبولة تنتشر لمحال بعيدة ، وكان معروفا عند القدماء حتى كان عندهم من النباتات التي يحلون تيجانهم في الأعياد بها ، وإن قال ابن البيطار : إن ديسقوريدس وجالينوس لم يذكرا إكليل الجبل ألبتة. اه.
وعبارة ابن البيطار إكليل الجبل نبات مشهور ببلاد الأندلس ، ويكثر في الجبال والأرضين المحصحصة والقليلة التراب ، وهو بالإسكندرية في غيطانهم كثير مزروع يعدونه من جملة الرياحين ، وباعة العطر بها وبمصر يصرفون ورقها على أنها القردمانا.
قال : وهذا خطأ كثير ؛ لأن القردمانا بزر وهذا ورق ، وأما الشريف في مفرداته فإنه لما ذكر هذا الدواء أضاف إليه منافع دواء آخر ذكره ديسقوريدس يعرف باليونانية باسم لينانوطس وهذا خطأ ؛ لأن ديسقوريدس وجالينوس لم يذكرا إكليل الجبل ألبتة فاعلم ذلك. اه.
وذكر ابن البيطار في شرح لينانوطس ما محصله أنه نبات ذو أصناف واسمه مأخوذ من لينانو باليونانية ، وهو الكندر لوجود رائحة الكندر في هذه الأصناف ، وزعم ابن جلجل أن الإكليل الجبلي المعروف عند أهل الأندلس بإكليل النفساء وهذا غلط محض وتابعه جماعة ممن أتى بعده قبل الشريف الإدريسي ، فإنه ذكر الإكليل الجبلي في مفرداته تكلم على أنواع اللينانوطس على أنها للإكليل وهذا تخبيط وعدم تحقيق في النقل ، ثم حرر ابن البيطار أنواعا للينانوطس وسماها ابن البيطار أنواعا للينانوطس وسماها بأسمائها المعروفة الآن بها في تلك البلاد ، ووسع المقام بها في ذلك ، ونقل جماعة عبارات عن ديسقوريدس وجالينوس فيها شروح نباتية واستعمالات طبية ، وأفاد أن جذور هذه الأصناف فيها رائحة الكندر ، ثم نقول : إن إكليل الجبل كان معروفا عند القدماء ، وإن فهم من عبارة ابن البيطار ما يخالف ذلك ،