في ذلك العضو شدة حساسية ، أو كان متهيجا ظهر هذا التنبه بحس وخز في القسم المعدي ، فإذا كانت المعدة سليمة حصل منه فتح لشهية أو إعانة على الهضم على حسب كون الاستعمال على الخواء ، أو مع الأكل فإذا استعمل من منقوعه جملة أكواب نفذت القواعد الفعالة لهذا المشروب في دورة الدم ، وانتشرت في جميع الجسم ، ونبهت جميع المنسوجات الحية فحينئذ تظهر ظاهرات جديدة تعلن بأن تأثير هذا الدواء عام فيتواتر النبض ، وتشتد الحرارة ، ويكثر التنفيس الجلدي ، ويدل على تنبه المخ قوة أعضاء الحس ونمو القوى الآدابية ، ويعلم من نسبة القوة العضلية أن النخاع الشوكي شارك في زيادة الحيوية ويدل على حصول مثل ذلك في الضفائر العصبية المنسوبة للعصب العظيم الاشتراكي ظهور حيوية في الأعين والوجه وحس وقوة في القسم المعدي وحالة فرح واستبشار.
(في نتائجه الدوائية):
الأطباء يستعملون منقوع هذا النبات ضد الفقد الشهية ، وللهضم البطيء الشاق ونحو ذلك ، وينال منه النجاح إذا كانت هذه العوارض ناشئة من لين أورقه في أغشية المعدة ، أو الأمعاء أو من ضعف حيوي في تلك الأعضاء وأوصوا باستعمال هذا المشروب في السعال الرطب ، وفيما إذا كان النفث عسرا ؛ لأن المنسوج الرئوي فقد حينئذ شدته وقوته المادية ، فمن تلك القواعد تنشر حتى النتائج الصحية التي يحدثها هذا الدواء ، ويصح أن يجري المذهب الصحي عليها بدون أن يحتاج الاهتداء بالتجربة العلاجية ، وأوصوا بهذا المنقوع كدواء مساعد للوسائط القوية المستعملة مباشرة في علاج الآفات السباتية ، وضعف المجموع العضلي المحرك ، وضعف الحواس وسيما البصر ، ونقص الحافظة ونحو ذلك ، وليس تأثيره المنبه في المخ والنخاع الشوكي والحبيلات العصبية متساويا في تلك الأجزاء فإن كان هناك آفات جاز أن تقاوم مع النجاح بالفعل المنبه ، بل ربما زالت بذلك بالكلية كتراكم المصل في الغلافات المخية والشوكية ، وميل اللب النخاعي للين وخمود الفعل المغذي للنصفين المخيين والنخاع المستطيل والنخاع الشوكي ونحو ذلك ، ولا ينكر نفع هذا الفعل المغذي للنصفين المخيين الجوهر في الخوروس فإن منقوعه ودهنه الطيار إذا نبها منسوج الرحم وأيقظا حيويته جاز أن يتسبب عن ذلك احتقان طمثي ، ويتحرض اندفاع الحيض كما أكد ذلك بعض المؤلفين ولا يستغرب كون هذه القوة المنبهة تسبب في بعض الأحوال هذه الاستفراغات في غير زمنها بتحريكها الدم ، ودفعه نحو الرحم بقوة ، ولا تنس أن مستحضراته إذا استعملت بمقادير كبيرة ودووم على استعمالها مدة أيام تسبب عنها في العادة حمى فإذا كان الجسم في حالة استعداد مرضي لزمه اعتبار توابع هذه الحمى ، وحسبان النتائج المضرة والنافعة التي