عنه تغيرات ونتائج بعكس ذلك ، فقد شوهد في بعض أنه يقلل تواتر النبض وسرعته واستعمله المعلم ونزتين لتلطيف العرق الكثير المضعف قطعة بالكلية ، ففي هذه الأحوال لا تؤثر المريمية إلا بخاصيتها المنبهة ، فإذا حصلت منها نتائج مخالفة لذلك كان سببها اختلاف استعداد الأعضاء المعرضة لتأثيرها ، ومعناه أنها تكون معرفة في حال وموافقة للعرق الخارج عن العادة في حال أخرى ، فإذا أحس الشخص بعد التعرض للبرد الشديد بالهبوط والقشعريرات التي تسبق أحيانا الالتهابات ، أو الأوجاع الروماتزمية ، وصحب ذلك كثرة العرق نفعت المريمية ولا معارضة لاختلاف الأحوال ، وإذ قد علمت تأثيره على الأعضاء الحية علمت صحة استعمال الأطباء لها في ضعف المعدة وبطء الهضم وعسره وفقد الشهية وبعض الإسهالات ونحو ذلك ، وكذا إذا حصل في المعدة والأمعاء تغير مادي أو لين أو نقص تغذية في منسوجاتها بحيث يضر ذلك بإتمام وظائفها أو كان هناك نقص في تأثير أعصاب الجهاز الهضمي بحيث صار هذا الجهاز في حالة خمود فإذا دخل هذا النبات في طعام فاتح للشهية كالمتبل بالأفوية ، فإنه يوصل قواعد الفعالة فتذهب مع الأغذية التخويف المعدة فيكون لتأثيرها المنبه فعل في تحويل الأغذية إلى كيلوس ، فإذا استعمل الدواء كمقو للمعدة لزم دائما مراعاة نتيجته القريبة التي يحرضها حتى يستعمل في الحالة التي توجد فيها حرارة وتهيج في الطرق الهضمية ، بل هناك أشخاص لا يتحملون تكرار تأثيرها في الأعضاء الهضمية ، فتفقد بذلك الأعضاء صفاتها الصحية ، وكذا تستعمل في أواخر النزلات.
والسعال الرطب إذا كان في الغشاء المخاطي احتقان دموي يصير إفرازها هذا العشاء كثيرا ، وكذا إذا ضعفت شدة القوة الدافعة التي في الرئتين ، وكان النفث عسرا ، واعتبروا هذا النبات محرضا للطمث وقوة إدراره ناشئة من قوته المنبهة ، ويلزم لاستخدام تلك القوة الأخيرة في تكوين الاحتقان الطمثي أن يكون فقد الحيوية من الرحم سببا لفقد الاستفراغ الدوري المذكور ، وأوصوا باستعماله في الدوار والسبات والضعف والخدر واهتزاز الأطراف والشلل وعوارض السكتة ، والأعراض المهددة بهذا الداء المهول ، فيستعمل لذلك في كل ثلاث ساعات كوب من منقوعه.
ولا شك أن هذه العوارض تدل على آفة أو آفات في المخ أو النخاع الفقري ، لكن لأجل الحكم بجودة نفع مستحضرات هذا الدواء في ذلك يلزم تعيين الآفات التي مجلسها في الجهاز المخي الشوكي ؛ إذ من المعلوم أنه لا ينفع إذا كان هناك آفة ثقيلة في ذلك الجهاز كانضغاط النصفين المخيين بورم في عظام الجمجمة أو انضغاط النخاع الشوكي بزوغان في العمود الفقري ، أو برسوب فيه ، وكالتهاب مخي جزئي أو نخاعي جزئي وكانصباب دموي مع تمزق