(في صفاته الطبيعية والكيماوية):
هذا النبات له رائحة شديدة العطرية كافورية تشبه رائحة الباذرنجوية ، وطعمه مر حريف لذاع ناشئ من الدهن الطيار الكافروي الذي فيه كما في غيره النبات الشفوية ، وفيه سوى الدهن الطيار قاعدة خلاصية ، ومادة عفصية وزلال وأملاح كلسية.
(في النتائج الصحية):
هذا النبات منبه شديد ، وجعله المعلم توروسو مع الأسقرديون وشجرة مريم في رتبة واحدة ، وإنما فضل منها شجرة مريم ، وجميع ما قيل في شجرة مريم يقال مثله في الجوهرين الآخرين ، بل قيل : إنهما ليسا أقل جودة منها حتى في ادعاء إطالة العمر وغير ذلك من الخرافات ، بل قيل : إنه إذا ألقي في باطن بهيمة هذا الحشيش تعلق ذلك الحشيش بطحالتا ؛ ولذلك سمي النبات بحشيشة الطحال ، ويقال : إنه لا يوجد طحال للبهائم التي ترعاه ، وهذا كله من الخرافات ، واشتهر قديما لهذا الجوهر صيت في خوصاه المحللة والمفتحة للسدود ، ومن المعلوم أن خواصه الطبيعية في الأحوال التي ذكرناها في شجرة مريم على أنه المعلم كولان الذي أنكر الخواص الذاتية لأغلب هذا النبات ، قال : إن المرماخور هو الأقوى اتصافا بكونه دواء مخيا ومضاد للتشنج من غيره. انته.
ولما كان محتويا على خاصة التنبيه ، استعمله الأطباء لتنبيه الأجهزة الآلية ، فوجدوه قوي الفعل يقوي حركات الحياة ووظائفها ، ويؤمل منه النفع إذا كان استعمل لإصلاح لين خفيف في الجوهر النخاعي للمخ أو النخاع الشوكي أو لإزالة احتقان دموي في المخ ، أو لتحريض امتصاص مصلي مرضي بقي في الأغشية المخية أو الشوكية ، أو عمل تهيجي أو التهابي أو نحو ذلك ، فالتنبه المتسبب عنه في الجهاز المخي الشوكي ، هو الذي أنتج منافعه في الآفات المخية والشوكية ، والضعف العقلي واهتزاز الأطراف والشلل ونحو ذلك ، ولا حابة لإطالة الكلام هنا في سبب التعريق والإدرار البولي والطمثي الحاصلة غالبا من هذا النبات ؛ إذ من الواضح أن خاصية التنبيه هي التي ينسب لها لتأثير على الجلد والكليتين أو الرحم ، وقد عرف جيدا كيف تحصل ذلك الاستفراغات ، واتضح بتلك الخاصية نفعه في النزلة المزمنة ، والربو الرطب والحرف ونحو ذلك ، ونقول كما قال المعلم ميرة : قد مدح هذا النبات كثيرون ؛ منهم المعلم لينوس ، والمعلم هرمان وغيرهما ، وجعلوه نافعا في كثير من الأمراض بخاصية كونه مقويا للقلب والمعدة ، معرقا مضادا للتشنج ، مقويا للهضم ومقويا عاما ، ومنبها ، يستعمل لضعف المعدة ، وإيقاظ الدورة ، ومنع العفوية وضدا للسكتة والشلل