(وثانيها) : قال الفراء أي شهابا قد أرصد له ليرجم به وعلى هذا الرصد نعت للشهاب ، وهو فعل بمعنى مفعول.
(وثالثها) : يجوز أن يكون رصد أي راصدا وذلك لأن الشهاب لما كان مبدأ له فكأن الشهاب رصد له ومترصد.
(واعلم) أن كهنة الأنس والجن كانوا جاعلين أنفسهم عالمين بما وقع وسيقع على زعمهم وكان لهم مقاعد للسمع.
(في بيان قوله تعالى :
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) (١٠) [الصافات])
وقد قدمنا الكلام على هذه الآية الشريفة وفيها مسائل أيضا :
(المسألة الأولى) :
قرأ حمزة وحفص عن عاصم بزينة منونة الكواكب بالجر ، وهي قراءة مسروق بن الأجدع قال الفراء : وهو رد معرفة على نكرة كما قال بالناصية ناصية فرد نكرة على معرفة ، وقال الزجاج : الكواكب بدل من الزينة لأنها هي كما تقول مررت بأبي عبد الله زيد ، وقرأ عاصم بالتنوين في الزينة ونصب الكواكب قال الفراء يريد زينا الكواكب ، وقال الزجاج : يجوز أن تكون الكواكب في النصب بدلا من قوله بزينة لأن بزينة في موضع نصب وقرأ الباقون بزينة الكواكب بالجر على الإضافة.
(المسألة الثانية) :
بين تعالى أنه زين السماء الدنيا ، وبين أنه إنما زينها لمنفعتين.
(أحدهما) : تحصيل الزينة (٤) لكل كوكب سماء كما للأرض زينة.
(والثانية) : حفظها من الفساد والتغير فلقائل أن يقول : إنه ثبت في علم الهيئة أن هذه الثوابت في الكرة السادسة والسابعة والثامنة هناك أكثر من الساريات في الكرات المحيطة بسماء الدنيا ، فكيف يصبح قوله : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦)) [الصّافات : الآية ٦]؟.
__________________
(٤) قوله : تحصيل الزينة ... إلخ. كذا بالأصل وحرر. اه.