والآفات السباتية والاستيريا ، أي الاختناق الرحمي والنزلة المزمنة والحفر واحتباس الطمث وغير ذلك ونسبوا له في هذه الأزمنة الأخيرة خاصية غربية ، وهي شفاء بوليبوس مسحوق هذا النبات على هيئة النشوق ، وبعد استئصاله بالقلع استعمله ، فلم يرجع الداء ، وعاد للمريض الشم بعد أن كان مفقودا منه ، وذكر المعلم أوقلند هذه الخاصية في جريانه ، وذكر الطيب كوب أن بنتا من الأرياف مصابة بالبوليبوس ، وعمرها إحدى عشرة سنة كانت تستعمل من هذه الدواء من ثلاثة تنشيقات إلى خمسة في اليوم فزال بوليبوسها في اليوم الثالث عشر ، ثم بعد بعض أشهر ظهر ثانيا ، فجددت استعمالها الدواء ، فزال البوليبوس إلا أنها أدمنت استعماله ؛ لأجل أن لا يعود فكان الأمر كذلك ، ولا شك أن طبيعة هذا البوليبوس كانت مخاطية ، وأما ما ذكره الطبيب لند من أنه يشاهد منافع من ذلك فيمكن أن البوليبوس الذي عالجه كان صلبا أو حجريا أو نحو ذلك.
(في المقدار وكيفية الاستعمال):
فالاستعمال من الباطن يكون على ما سيذكر ، أما مسحوقه فنادر الاستعمال ، ولو فرض فمقدار من نصف درهم إلى درهمين ونصف ، تصنع حبوبا أو بلوعا ، ومنقوعه من ثلاثة دراهم إلى عشرين ، وماؤه المقطر من عشرة دراهم إلى ثلاثين ، وخلاصته الحاصلة من النعنع تصنع بجزء من الجوهر وثمانية من الماء الفاتر ، والمقدار من عشر قمحات إلى عشرين ، وزيادة على ذلك من ثلاثين إلى أربعين.
(سقورديون):
أي الثوم البري ، هو اسمه اليواني ، وأخذه منهم العرب والأوروبيون ، وهو المسمى جرمندرية اكو اتيك ، أي المائي ، والاسم العام سقورديون وفي كتب العرب أنه هو ثوم الحية ، وقد يقال : له ثوم الكلب ، والثوم البري ، وهو أصغر من الثوم البستاني ، وقال المحققون منهم الصحيح : أنه ليس من نوع الثوم ، بل عشبة تسمى بالثوم البري لشبهها بالثوم في الرائحة والطعم ، ويسمى باللسان النباتي صقريون سقودريون.
(في صفاته النباتية):
هو نبات معمر ، وساقه رباعية الزوايا ، نائمة على الأرض من قاعدتها ، وذات مرفق ، ثم تنتصب قائمة ، وهي مبيضة كبقية أجزاء النبات ، زغبية قليلة التفرع ، طولها من عشرة قراريط إلى اثنى عشر ، والأوراق بيضاوية مستطيلة منفرجة الزوايا ، مسننة تسنينا منشاريا ،