زغبية رخوة عديمة الحامل ، والأزهار إبطية تكاد تتجمع زوجا زوجا ، أي قليلة العدد في كل عقدة ، وهي حمر أو زرق أو بيض ، وتزهر في الصيف ، وانتبه لهذا الشرح النباتي ، فمنه تعلم أنه يتميز عن الكمادريس الآتي بعده بالزغب المبيض الموجود في جميع أجزائه وبسوقه التي هي حشيشية بالكلية ، طولها كما عرفت ، وبأوراقه العديمة الذنيب المسننة ، وبأزهاره المحمرة ذات الحوامل المتجمعة اثنتين ، أو ثلاثة في إبط الأوراق العليا.
(في صفاته الطبيعية الكيماوية):
هذا النبات له رائحة قوية ثومية نفاذة ، تزول بالتجفيف ، وطعمه مر حار يزيد بالتجفيف ، ورائحته الثومية هي التي تزيد في خواصه المنبهة ، وهي يقينا القاعدة المضادة للديدان المعروفة لهذا النبات ، وهو ما عدا ذلك يحتوي على قاعدة مرة مخصوصة لا تذوب في الماء البارد ، وتعطي للماء المغلي طعما شديد المرار ، وأكدوا أن البقر التي ترعى هذا النبات يشم من لبنها رائحة الثوم.
(في الاستعمالات الطبية):
اشتهر في الأزمنة القديمة نفع هذا النبات في أحوال العفونات ؛ ولذا ذكر جالينوس أن جثة الموتى المدفونة في الأمكا النابت فيها لا يسرع لها التعفن ، واستعملوه في الطاعون لوجود الرائحة الثومية فيه ، واستعملوه أيضا في الحميات الخبيثة ، والتيفوس ، والأمراض المعدية لوجود ذلك فيه أيضا ، وكذا في التسممات وغيرها ، وربما كان نقعه في أغلب تلك الأحوال ناشئا من عناصره المنبهة العطرية والمرة ، وكانت تلك الأمراض ناشئة من الضعف والأحوال الرديئة للوظائف ، وسوء الفنية ونحو ذلك ، قال ميرة : ونحن بدون أن ننسب له جميع الخواص التي جعلها له القدماء ، بل بعض المتأخرين أيضا يلزمنا أن نقول : إن فاعليته التي فيه لا بد أن تفيده خواص جليلة متضحة بالمشاهدات والتجريبات ، فيسوغ لنا أن نوصي باستعماله ، وعدم هجره بالكلية كما هو الآن. انته. فهو منبه مقو يستعمل منقوعه لتحريض العرق لكونه ينبه الجلد ، فلا يستغرب مدحهم له في ضعف المعدة وعسر الهضم والآفات النزلية المزمنة والديدانية ، ونحو ذلك ؛ لأن خاصيته المنبهة توضح ذلك ، وما ذكره جالينوس في الاستشهاد على ما في السقورديون من الخواص الطاردة للسم أقوى ظنا من الخرافات التي ذكروها في المرماخور ونحوه ، وقالوا : اتفق بهد حرب من الحروب أن الرضى الذين سقطوا على نبات السقورديون كانوا أقل اتلافا من غيرهم ، وسما جانب جسمهم الملاقي للنبات ، وبقي هذا النبات حافظا لهذا الصيت في القوة الطاردة للسم إلى