أواسط القرن السادس عشر العيسوي فجعله فراقسطور قاعدة المركب المشهور ، واسمه بديا سقرديون الذي اعتراه تغييرات كثير من الأطباء بحيث يشك الآن في أن هذا المعجون هو المستحق للمدح ، واللقب الذي أعطي له من الأصل ، وقد علم الآن أن تأثيره إنما هو من الأفيون الداخل في تركيبه.
(في المقدار وكيفية الاستعمال):
يصنع منقوعه بمقدار قبضة ؛ لأجل ثلاثمائة درهم من الماء ، وتستعمل عصارته المنقاة بمقدار من عشرة دراهم إلى عشرين ، وأما جوهره المستعمل مسحوقا أو حبوبا فإلى درهم ، وكانوا يعملون منه ماء مقطرا وشرابا وخلاصة.
(كمادريوس):
أي بلوط الأرض يسمى بالإفرنجية كذلك ، والأولى أن يقال : كامدريس ، ويسمى في لسان العامة جرمندرية ، وبما معناه البلوط الصغير ، وقال ابن البيطار : كمادريوس أصله مادريوس ، ومعنا بلوط الأرض.
(في صفاته النباتية):
ساقه تقرب للأسطوانية راقدة على الأرض كأنها خشبية مفصلية زغبية ، والأوراق متقاربة صغيرة بيضاوية مقطعة الحوافي تقطيعا مستديرا ، ومنفرجة الزاوية ، وتنتهي في قاعدتها بشبه ذنيب ، والأزهار إحاطية المنشا رباعية ، تميل لجانب واحد ، وهي قائمة قصيرة الحامل ، لونها وردي قائم ، والكأس أنبوبي كأنه ذو شفتين ، فالعليا ذات سن واحدة ، والسفلى ذات أربع أسنان صغار وأحد من العليا ، والتويج شفوي زغبي ، وأنبوبته منضغطة قليلا ، وشفته العليا قصيرة مشقوقة شقا عميقا بحيث يتكون منه لسانان محزازيان قائمان ، والشفة السفلى معلقة ذات فصوص ثلاثة اثنان جانبيان قصيران حادان ، والفص المتوسط كبير متسع مستدير فيه بعض تقعير ، والذكور مختلفة الطول اثنين اثنين ، تخرج كالمهبل من تقوير الشفة العليا ، والاعساب دقيقة محزازية بارزة جدا ، عديمة الزغب مرققة في القمة ، والحشفات بيضاوية منضغطة من الجانب كأنها كلوية ، وذنيب هذا النبات في السفح اليابس الجاف للجبال وفي غاباتها.
(في صفاته الطبيعية والكيماوية):
رائحة هذا لنبات عطرية ضعيفة ، وطعمه مر ، ويحتوي على دهن طيار قليل بالنسبة لما