في شجرة مريم ، وإكليل الجبل ونحوهما من النباتات الشفوية ، وفيه عدا ذلك مقدار كبير من مادة خلاصية يلزم الانتباه لها ؛ لأنها لكثرتها ينضم فعلها المقوي للتأثير المنبه الذي للنبات.
(في النتائج الدوائية):
هذا الجوهر عند توروسو من نبات القسم الثالث من النباتات الشفوية التي يوجد فيها مع الدهن الطيار الذي هو خاصية عامة لنبات الفصيلة قاعدة مرة واضحة ، تؤثر بها النباتات الأربع لهذا القسم تأثيرها الخاص ، وقد ظهر من الصفات المحسوسة لهذا النبات ، ومن تحليله الكيماوي أن خاصيته مزدوجة فخاصيته المنبهة تنسب لدهنه الطيار ، وخاصيته المقوية تنسب لمادته الخلاصية ، وعلم من التجريبات أنه ينبه منسوج الأعضاء ، فيقوي حركتها ، ويحدث مع ذلك انكماشا في أليافها فتقوى موادها فينتج نوعين من النتائج القريبة.
غير أن هذه النتائج تبقى دائما ضعيفة قليلة الوضوح ؛ لأن هذا النبات إنما يشغل الدرجة الثانية من الوساط المنبهة ، كالمقوية أيضا ، وشوهد منه نتيجة التعريف والإدرار البولي والطمثي ، وتلك المستنتجات في البنية الحيوانية تعين أن قوتيه المقوية والمنبهة المودعتين فيه توجهتا للجلد ، والكليتين والرحم فليس في النبات قوى ذاتية مخصوية يحرص تأثيرها المتعاقب تعريقا غريزا وبولا كثيرا واحتقانا طمثيا ، ويعتبر مسحوقه أو منقوعه واسطة خاصة لتقوية الجهار الهضمي ، وإظهار فاعليته ؛ إذ قد يحصل منه نفع في فقد الشهية وعسر الهضم وفي عيوب وظيفة الهضم التي سببها الضعف المادي أو الحيوي للجهاز الهضمي فيصح حينئذ أن يؤخذ قبل كل أكلة مقدار من عشرين قمحة إلى ثلاثين من مسحوقه ، أو كوب من منقوعه المائي ، أو من قمحتين إلى أربع من خلاصته ، وأوصوا بمنقوعه لأجل تقوية المعدة في نقاهة الحميات ، فيعطى منه في اليوم ثلاثة أكواب وتستعمل تلك المركبات في النزلات المزمنة التي في الرئتين إذا كان الغشاء المخاطي الذي للطرق الهوائية مسترخيا ، ويفرز إفرازا مخاطيا مرضيا ، ومدحها في ذلك المعلم شوميل كما مدحها في ضيق الفس المسمى أزموس ويدل على منافعها المنالة في تلك الآفات نتائجها القريبة الناتجة منها ؛ لأننا رأينا أن تأثير هذا النبات يقوي المنسوج الرئوي ، ويوقظ حيويته ؛ ولذا يمنع استعماله إذا كان هناك عمل التهاني ، ونجح استعماله أيضا في الحميات المتقطعة ، وذكر المعلم ميرة أن المصريين يستعملونه لذلك ، فإذا أريد قطع النوب دفعة أعطى من مسحوقه أو من مغليه مقدار كبير يستشعر الجسم كله بتأثيره القوي في الوقت الذي تنتظر فيه تلك النوب بخلاف ما إذا أريد منه نقص شدة هذه النوب شيئا فشيئا إلى أن تنقطع بالكلية ، فإنه يعطي منه كل يوم مقدار يسير ، ويفضل في علاج