الحميات الدورية المغلي على المنقوع ؛ لأن خاصية مضادة الحمى تسبب للقوة المقوية الثابتة في القواعد المرة الموجودة في النبات ، ومدحوا استعمال منقوعه المتخمر مدة أيام في هذه الحميات المتقطعة أيضا ، وربما تحقق بالمشاهدات منفعة هذا النبات في الآفات المفصلية حتى قيل : إن بعض الأطباء مدحوه في النقرس ، واشتهر نفعه لذلك في الأزمنة التي بعدهم ، فيؤمر في اليوم بجملة أكواب من منقوعه لكن يسهل أن يعرف أن الخواص المقوية والمنبهة لهذا النبات تحفظ فاعلية الأعضاء الهضمية أما هنا فيعسر أن يدرك كيف تيسر لها الخاصيتين أن تمنعا الفيضانات التي يهدد النقرس المفاصل بها ، ومن المعلوم أن هذا الاستعمال يكون مضرا إذا كان في هذه المفاصل عمل التهابي ، ومدح المعلم ستير أن هذا النبات في الأيبوخندريا ، ووثق به الأنقليزيون في ذلك حتى سموه بترياق إنكليترة ، قال المعلم بربيير : إذا نظرنا للمؤلفات الطبية نرى أن هذا النبات لا يؤمر به في الأمراض التي تستعمل فيها النباتات الأخر الشفوية ، أي الريحانية ، ونقول من جهة أخرى إنهم اعتبروه دواء أكيدا في فات لا تستعمل فيها في العادة شجرة مريم أو النعنع أو الباذرنجوية أو نحو ذلك فإذا تحقق من المشاهدات أن هذا النبات لا يشبه النباتات الأخر المنسوبة للفصيلة المذكورة ، وأنه يتميز عنها في الاستعمال الطبي.
(في المقدار وكيفية الاستعمال):
مسحوقه يستعمل لكنه نادر بمقدار من نصف درهم إلى درهمين ونصف بلوعا ، أو حبوبا ، ومنقوعه يصنع بمقدار منه من خمسة دراهم إلى عشرين ؛ لأجل مائتي درهم من الماء ، وقد يصنع منه مغلي يكون نافعا إذا أريد أن تحفظ قواعده المرة التي هي ثابتة ، والنقع الحار يجتمع فيه خواص كل منها ، أي خواص المغلي ، والنقع البارد ويؤخذ في ذلك كله من ثلاثة دراهم إلى خمسة في مائتي من الماء ، ويستخرج منه خلاصة بالنقع ، أي بمقدار منه ، وثمانية من الماء الفاتر والمقدار منها للاستعمال من ربع درهم إلى درهم بلوعا أو حبوبا ، وقلل المعلم بربيير المقدار جدا فجعلها من ثلاث قمحات إلى ست ، وفي الحقيقة هذا المقدار يسير وماؤه المقطر يستعمل بمقدار من عشرين درهما إلى ثلاثين.
(الكيما فيطور):
أي صنوبر الأرض ، هذا الاسم يوناني ، وأصله خاما فيطس ، ومعناه صنوبر الأرض ومنهم من زعم أن معناه المفترش على الأرض والأول أصح.