والمهبل أطول يسيرا من أعضاء الذكور ، وينتهي بفرج ثنائي الشقق ، وهذا النبات معمر ، يوجد في المحال الغير المزروعة ، والمزروعة والمظلمة والرطبة وعلى طول الحيطان وحوالي الخلجان في معظم الشمال بحيث يتكون منه أحيانا أرض مفروشة بخضرته ويزهر في شهر حزيران ، والمستعمل منه في الطب أوراقه وأغصانه الصغيرة المزهرة التي تجفف مع الاحتراس.
(في صفاته الطبيعية):
رائحته قوية قليلة القبول تستنكرها النفوس أكثر من أن تقبلها ، وطعمه حار لذاع فيه بعض مرار ، وتلك الخواص قد يفقد منها شيء بالتجفيف ؛ ولذا يزكم أن يكون هذا التجفيف في الظل مع غاية الاحتراس ، وتكون تلك الصفات أوضح إحساسا إذا اجتنى النبات من أرض جافة مرتفعة.
(في صفاته الكيماوية):
هو يحتوي على دهن طيار ومادة مرة قابضة يدل عليها اسوداد الماء من قواعده بإضافة كبريتات الحديد عليه.
(في الاستعمالات الدوائية):
حالة القوة الدوائية في هذا النبات مثل ما في النباتات الشفوية التي سبق ذكرها ، وربما كان له تأثير مقو ناشئ من تأثير قاعدته المرة.
قال المعلم بربيير : لكن هذا التنوع اليسير يكاد لا يذكر إذا أريد تعيين الدلالات العلاجية التي هي الدوائية المجهزة منه تؤثر على المنسوجات الحية تأثيرا منبها ، وكيفية تأثيره العلاجي مشابهة لتأثير الزوفا والنعنع وغيرهما فقد نسب لهذا النبات خاصية إدرار البول فيزيد في سيلانه بتنبيه الكليتين ، وإظهار تأثيرهما المفرز ، فإذا استعمل منقوعه المائي دخل مع قواعده في دورة الدم مقدار كبير من السائل الذي تتجهز منه مواد الإفراز البولي.
ووجد المعالجون في هذا النبات قوة تنبيه المنسوجات الحية ، وإظهار حيوية جميع الأعضاء ، ولكن أغلب استعمالاته في أمراض الجهاز التنفسي ، وسيما في إنكلترة حيث عدوا مقطعا وأهلا لإحياء المنسوج الرئوي ولتسهيل النفث المخاطي في الاحتقان الشعبي ، والنزلة المزمنة ، والاستواء الرطب وغير ذلك ، فمؤلفو الأدوية جعلوه دواء صدريا مسهلا للنفث في غاية ما يكون ، ودلت التجربة على أنه إذا استعمل في نهاية النزلات والالتهابات الرئوية شراب