لأنه حينئذ يعين على الهضم فيزيد في التدمم ، أي تحويل الكيلوس إلى دم ويوقظ شيئا فشيئا حيوية الرحم ؛ ولذلك ثبتت فاعليته كثيرا في إرجاع الطمث للنبات البالغات الضعاف الأرقاء المزاج ، ونجمح أيضا في شفاء الخلوروزس ، وفي الآفات العصبية والاستبرية ونحو ذلك مما يمكن أن يكون حصوله من عضو الهضم ، وما نجح في الآفات النزلية والارتشاحات والاحتقانات المصلية في الرئة ، نجح أيضا في الأمراض العامة كالحفر والأوذيما العامة ، والآفات المتعلقة بتكوين الكيموس ونحو ذلك وذكر ديسقوريدس نفعه في الربو الرطب كما قلنا ، واليرقان والاحتقانات البطنية ، والحمى المتقطعة ، وباحتوائه على الحديد توضح خاصيته القابضة التي ذكروها ، فإن المعلم لينوس شاهد أنه أبرأ سيلان اللعاب الذي مكث أكثر من سنة ، ويدخل في ترياق أندرماخس ، وفي شراب الفراسيون وغير ذلك ، وقال المعلم ميرة في الذيل : إن هذه الفراسيون يكون بالأكثر نافعا في الوجع الروماتزمي المزمن إذا أعطى منقوعا بمقدار من بعض درهم إلى اثنى عشر درهما في اليوم ، يستعمل ذلك صباحا ومساء أو تعطى خلاصته بمقدار من اثنتي عشرة قمحة ، ويستعمل بخار مطبوخه تسهيلا على الجزء المريض. اه.
(في بيان تجريبات القدماء):
أطال أطباء العرب ذكر خواصه ، ونقلوا تجريبات المتقدمين ، وضموا تجريباتهم إليها ، وذكر ابن البيطار عبارات طويلة من ديسقرزيدس وجالينوس ، ومخلصها أن هذا النبات يفتح سدد الكبد والطحال ، ويبقى الصدر والرئة بالنفث ، ويحذر الطمث شربا وحلوسا في مائة ، وكمادا وضمادا ، وعصاره نافعة لحده البصر وشرب طبيخه محلى بسكر أو عسل أو تين ينفع من الربو والسعال ، وإن خلط مع الأيرسا قطع الفضول الغليظة ، وكما يسقى لإدرار الطمث يخرج الولد والمشيمة ، ويزيل عسر الولادة ، واستعمال مقدار منه من نصف مثقال إلى درهم من طبيخ الزوفا ، ودهن اللوز الحلو ينقي الصدر والرئة تنقية عجيبة ، وكذا نصف درهم منه مذابا في شراب البنفسج ، أو حلاب السكر ينفع من السعال الرطب ، ويزيل قرحة الصدر ويدملها ، ويخرج ما فيها الرطوبات بالنفث ، وشرب طبيخه أو عصيره بدهن ورد أو زيت يذهب ألم الأمعاء ، وإذا طبخ بالماء والزيت أو بالماء وحده ، وكمدت به عانة الرجال والنساء نفع من أوجاعها ، وأزال ريح المثانة ، ونفع من عسر البول ، وربما بول الدم لإضراره بالكلى والمثانة ، ويسقى منه من شرب شيئا من الأدوية القتالة ، وإذا تضمد بورقه مع العسل نقى الجروح الوسخة ، وإذا اكتحل بعصيره أو صعد بخار طبيخه إلى العين أزال جساءها وسلاقها ودمعتها وظلمتها ، وإذا مزجت عصارته بيسر ماء ورد وخلطت بعسل وضمدت به الجراحات