بكأسه المتسع المحزز المنتهي بأسنان خمسة حادة متفرقة عن بعضها ، وبتويجه الذي أنبوبته أطول من الكأس وشفته اللعياء مقعرة على شكل قبوة ، والسفلى ثلاثية الفصوص ، والفص المتوسط أكبر ومقور ، والذكور الأربعة منضمة تحت الشفة العليا ، والأزهار يتكون منها محيطات ملززة ، ولنخص من أنواعه النوع المترجم له هنا ، وهو يزهر مدة الصيف كله وساقه متفرعة ومربعة وأوراقه بيضاوية تقرب من الشكل القبي ، وسفينية ، ولونها شديد الخضرة ، وأزهاره محمرة وتنتشر منها رائحة عطرية ، ولكن غير مقبولة ، وذلك هو سبب تسميته بالنتن ومن جهة الأزهار يتميز عن الفراسيون الأبيض بحمرة أزهاره ونتانة ريحها بخلاف الأبيض ، فإن أزهاره بيض ورائحتها عطرية مسكية ، وذلك النبات كثير الوجود بأوروبا في أزفتها ، وذكروا نفعه في الأستيريا ونحوها من الآفات العصبية بسبب رائحته القوية الكريهة ، واستعمل أيضا في السل فيقال : إنه شفي بعد استعمال منقوعه مدة طويلة ، وبالجملة منافعه كمنافع الفراسيون الأبيض ، ومستحضراته ومقاديرها مثله.
ومن أنواع هذا الجنس ما سماه المعلم لينوس بالوطا لناتا ، أي الصوفي ، وهو نبات معمر عطير ، يوجد مدة في سبيريا ، ويتميز بطول وبره الأبيض المغطى جميع أجزائه وبأزهاره البيض ، واستنبت في البساتين ؛ ولكثرة طول وبره سمي لناتا ، أي الصوفي ، ويستعمل هذا النبات في أوجاع الرأس الباطن والظاهر وينجح استعماله في الاستسقاء ، ويعطى بمقدار ستة عشر درهما في مائتي درهم من الماء حتى يصفى النصف ، ثم يضاف إلى المأخوذ منه بالترشيح أربعة دراهم من مغلي القرفة أو قشر البرتقال أو عشر نقط من روح الأفيون ، أو قمحة من الأفيون توضع على السائل ، ويستعمل منه المريض في كل ساعتين خمسة دراهم ، وهذا النبات لا تأكله المعز ولا الضأن ، وذكروا إدراره للبول ، ويلزم تأكيد ذلك بالتجربة ، ومدحه المعلم بربرة في الوجع الروماتزمي المزمن ، وفي النقرس ، وذكر نجاحه فيه نجاحا عظيما بحيث نال منه نتائج حميدة كانت غير مؤلمة ، وظن هذا الطبيب أن هذا النبات له ميل عظيم للاتحاد بالحمض البولي والحمض الفوصفوري حيث يتحد بهما ويخرجهما مع البول ، ومن أنواعه ما سماه المعلم لينوس بالوطا دسطيشا نبات عطري بالهند ، وفي رائحته كافورية ، يستعمل في البلاد التي ينبت فيها كدواء قلبي مقو كذا قال المعلم أنزلي في مادته الطبية.
(الفسطرن):
رأيت في بعض الكتب أنه آذان الجدي ، وليس بصحيح ؛ لأن آذان الجدي : هو لسان الحمل الكبير ، ونقل ابن البيطار عن كلام القدماء كديسقوريدس أنه قد يقال له : بما معناه المغتذي بالبارد ، وإنما سمي بذلك ؛ لأنه إنما ينبت في أماكن باردة ، وأهل رومية يسمونه