وجالينوس ، وكتب أونطويوس موسى طبيب أوغطس كتابا مخصوصا في هذا النبات ، ومدح استعماله فيه في ثمانية وأربعين مرضا معارضة لبعضها ، وكان له شهرة كبيرة في إيطاليا أيضا ، ولكن المتأخرون لما جربوه ، وتخلف معهم فيه مال ذكره المتقدمون هجروا استعماله بالكلية ، وكانوا ذكروا أن جذوره مقيئة ومسهلة ، ولكن التجريبات لم تؤكد ذلك تأكيد قويا ، وأوراقه التي فيها مرار ذكروا نفعا في الآفات النزلية المخاطية كما ذكر هذا الاستعمال كثير من الأطباء في نباتات أخر شفوية ، ولكن قلة عطريته أوقعت الشك في هذه الخاصية ، وأكثر استعماله إنما هو للتعطيس ، فيدخل في بعض مسحوقات معطسة وأوصوا باستعماله تدخينا كالتبغ المعروف ليكون دواء مسلا للعاب.
(في تجريبات القدماء):
قد أطال الكلام فيه أطباء العرب ، ومنهم ابن البيطار حيث قالوا : وينبغي أن يجمع الورق ، ويجفف ، ويدق ويخزن في إناء فخار فإنه أكثر ما يستعمل من النبات ، وجذوره المسماة عندهم بالعروق دقاق كعروق الخرثق ، وإذا شربت عروقه بالشراب المسمى أدرومالي ، وهو الشهد المضروب بماء المطر أو بماء مطلقا نفعت من شدخ العضل ، ووجع الأرحام الذي يعرف ذوات السموم كذا في ابن البيطار.
وقال صاحب كتاب «ما لا يسع» وهذا المقدار كبير ، والأولى إرجاعه للنصف ، وإذا تضمد به على النهش نفعه أيضا ، وإذا شرب من الورق مثقال بشراب نفع من ضرر الأدوية القتالة ، ومن غريب ما نقلوه أنه إذا شربه إنسان ، ثم شرب من بعده دواء قتالا لم يؤثر فيه ذلك الدواء ولا يتحرك فيه السم ، وقالوا : إن هذ الجوهر يدر البول ، ويسهل البطن ، وينفع من الصرع والجنون ووجع الكبد البارد ، وإذا شرب منه مقدار بعسل منزوع الرغوة هضم ، وقد يسقى منه أيضا من يعرض له حشاء حامض ، وقد يعطى منه من كان فاسد المعدة ليمضغه ويبتلعه ، ويحسى بعده شرابا ممزوجا فينتفع به ، وقد يسقى منه من به نفث الدم من الصدر مع شراب ممزوج قريب من الفاتر فينتفع به ، وكذا يسقى منه من به انتفاخ في البطن إن كان محموما مثقالا ، ومع أدرومالي إن كان غير محموم ، ومثقال مع الشراب يبرئ اليرقان ، ويدر الطمث ، ومثقالان مع أدرومالي يسهل الطبيعة ، وهو بالعسل صالح لقرحة الرئة المزمنة ، والقيح الكائن في الصدر ، وعن الغافقي أن الغسل بطبيخه ينفع من الرمد والكمنة وتقطير عصارته في الأذن ينفع في وجع الأسنان. اه.