قال ريشار ، وذكر ميرة في بعض مؤلفاته أنه زغبي المدخل ، والتويج أنبوبته دقيقة طويلة أسطوانية أطول من الكأس بثلاث مرات ، والشفة العليا مسطحة مشقوقة والسفلى ذات فصوص ثلاثة منفرجة الزاوية ، والفص المتوسط أطول وأقرب للاستدارة ، وذكر ميرة أن التويج يكون أولا أبيض ، ثم يحمر ، والذكور أطول من الشفة العليا ومتباعدة عن بعضها ، والمهبل طوله تقريبا كطول أطول الذكور ، وينتهي بفرج ثنائي الشقق ، قال ميرة : والبزور عارية وعددها أربعة ، وذلك النبات وسيما أوراقه يحمر في آخر الخريف ، وفي مؤلفات المتقدمين لا سيما ابن البيطار أن بزره دون بزر الريحان إلى سواد وحمرة ، وفي قاموس الطبيعيات أن اللون الأحمر للكؤوس والوريقات الزهرية مخلوطا بألوان التويجات يعطي لهذا النبات منظرا مقبولا جدا ، وهو كثير الوجود في الغابات ، وعلى طول الزروب بالبساتين والمزارع وسيما المحال الجبلية ، والمستعمل منه الأطراف المزهرة.
(في صفاته الطبيعية والكيماوية):
رائحة هذا النبات عطرية مقبولة ، وطعمه حار مر فيه بعض حرافة ، ويخرج منه بالتقطير دهن طيار كبقية النباتات الشفوية ، ويحتوي على كافور ، واستخرج منه مادة خلاصية وصمغ راتنجي.
(في الاستعمال بتجريبات المتأخرين):
هذا النبات مقو ومنبه للمجاميع ، ومعرق ومدر للطمث ، ومشدد للمعدة ، ومضاد للتشنج وللنزلات ونحو ذلك على حسب تأثيره على عضو كذا أو كذا من أعضاء الجسم ، وأكثر ما يستعمل في النزلات المخاطية المزمنة حيث تكون الرئة محتقنة ، وفي الربو الرطب والضعف الشعبي والاحتقانات الناشئة من البرد ومن ضعف الأحشاء ، واستعملت أيضا أطراف النبات وضعا على محل الأوجاع الروماتزمية والاحتقانات الغددية وغير ذلك ، وتعمل منه حمامات قدمية تستعمل في احتباس الطمث والخلوروزس ونحو ذلك ، ويستعمل منه منقوع كالشاي يصنع بجزء منه من درهم إلى أربعة ، ويستعمل مسحوقه بمقدار من عشرين قمحة إلى درهم ، ومن المحقق عندهم أن السعتر يمنع الفقاع عن أن يتخمر تخمرا حمضيا ؛ إذا علق منه بعض قبضات في القدر المحتوي عليه ، وهو يدخل في الماء العام والماء المقطب للجروح وشراب الأرمواز والمسحوق المعطس. اه.
(في تجريبات القدماء):
قالوا : هو من الأدوية الترياقية ، يعالج به أغلب السموم فطبيخه مع الشراب يوافق نهش