يسخن المعدة والأحشاء ، ويحلل النفخ ويدر البول إدرارا قويا ويجفف رطوبات المعدة والأمعاء ، وإذا مضغ بالمحل وابتلع قطع سيلان اللعاب ، وإذا درس من لحم الزبيب ووضع على نتق الخصيتين أزاله إن لم يكن التهابا ، فإن كان كذلك رطب بالخل.
(وقال) إسحاق بن عمران : إنه يفتح سدد الرأس ويذيب البلغم ويقطع الصداع البارد ، ويلائم الزكام وينفع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة ومن الصداع والشقيقة المتولدين من المرة السوداء والبلغم إذا غلي وصب ماؤه على الرأس بعد الانكباب على بخاره.
(وقالوا) : إن طبيخه يحل أوجاع الصدر والربو والسعال وضيق النفس والاستسقاء والطحال ، ودهنه يفتح الصمم ويذهب الكزاز والرعشة والفالج ، ودخانه يصلح هواء الوباء ويطرد الهوام. وقالوا : إن شربته مطبوخا إلى أوقية ومن سحيقه إلى مثقالين. انته.
(في المقدار وكيفية الاستعمال عند المتأخرين):
يصنع منقوعه المائي بمقدار من درهمين إلى ثلاثة دراهم لأجل ماء درهم من الماء ، وماؤه المقطر يصنع بجزء منه وأربعة من الماء ، والمقدار المستعمل منه من عشرين درهما إلى ثلاثين ، ومسحوقه من ثلث درهم إلى ثلثين ، وهو نادر الاستعمال من الباطن نعم كان موضوعا في أعلى رتب المعطات ، وأما استعماله من الظاهر فكغيره من الفصيلة ويمرهم جزء من دهنه مع ثلاث من الشحم الحلو ، ويستعمل مسحوقه معطسا كما قلنا.
(دقطامنوس قريطي):
هذا الاسم لاطيني وإفرنجي ، وينسب إلى جزيرة أقريطي المشهورة الآن باسم كريت ، وهي من جزائر اليونان ، ويسمى بالعربية الفارسية كما علم من ترجمة كتاب ابن سينا مشكطرا مشيغ أو مشكرا مشير ، وإن وضع هذا الاسم الفارسي أيضا على نوع من النعنع ، وأما ما ذكر في بعض التراجم من تسميته ببقلة الغزال فلم أره في كتاب صحيح ، وأما تسميته دقطامنوس فذلك لكونه ينبت على جبل دقطية ، وهو جبل بجزيرة كريت التي تكتب في كتب القدماء من العرب قريطي ؛ ولذا سمي باللسان النباتي أورجانوم دقطامنوس ، وكان هذا النبات مشهورا عند القدماء السالفين بأنه من المقطبات الثمينة للجروح حتى كانوا يظنون في خرافاتهم أنه مستعمل عند آلهتهم.
(في صفاته النباتية):
ساقه متفرعة قائمة مربعة زغبية جدا ، تعلو عن الأرض قدما ، وأوراقه متقابلة ذنيبية